أقلام حرة

الوطن للجميع والجميع للوطن

watheq aljabiriأجتمع الأضداد تحت خيمة واحدة إلاّ ما ندر، أو إنساق الى ركب أعداء الحوار، وقد جلس الزعماء الكبار، في مؤتمر للحوار بين الأديان والمذاهب، وهو إنجاز وطني غير مسبوق، لم تتمكن الدولة العراقية من إقامة مثله، على مرّ تاريخها ورسالة مضمونها أن التنوع قدر العراق.

من يستطيع أن يجمع هذه الإعداد؟ من رموز وعلماء دين شيعة وسنة وكورد، وأمراء قبائل وقادة رأي، سوى شخصية وطنية مقبولة لدى معظم مكونات العراق.

إجتماع التعديديات دليل على أن نقاط الإشتراك أكثر من الإفتراق، وأن الوحدة تمزقها عوامل الإضعاف، والشعوب تنهض بجهود أبناءها، وقوة البلاد تتماسك عند تقارب المكونات بقوة، ولا ينفرد أحد بفرض رأيه على الآخرين، فالوطن للجميع والجميع للوطن.

يقول الواقع أن مركب الوطن؛ كسفينة نوح يهددها الطوفان، ومن لا يلتحق يكون مع الضحايا، والأهداف الكبرى تصاغر التضحيات، وتحاصر الخلافات، أن كان كل أبناء الوطن معنيون بصناعة المستقبل المشترك، والإستفادة من دروس الماضي والحاضر، وكل من يتوقف يسحقه قطار التاريح، الذي تمّر به أحداث متسارعة.

ينظر الشعب وينتظر قادته، ويأمل عودة الأمل وردم الهوة، وتحدي الطريق الطويل في ظروفه الإستثنائية، التي لم نشهدها مثلها منذ 100 عام، وتضغط على الواقع الداخلي عوامل خارجية وعلل محلية، التي يسوقها قادة الصدفة، بسعيهم لتحويل الوطن الى دويلات متصارعة، بعيدة عن الوسطية والإعتدال والإلتقاء في منتصف الطريق، وسط محيط يعصف بالمشاكل، ما يستدعي أن يكون الحل عراقياً.

بروز الدعوات التكفيرية العدوانية، التي تلغي الآخر؛ يستدعي وقوف المؤسسات والشخصيات، الى تجنب لغة التسقيط والتخوين، والإتجاه الى الحوار المنطقي الشجاع، الذي يدور حول المشتركات والمصالح المتبادلة، وترك شعارات فارغة يمعزل عن المسؤولية، التي لا تعطي لأحد حقوق، وتحقق هدف الإرهاب الذي يريد الإطاحة بكل المكونات.

يتوجب الوقوف بصراحة ضد دعوات الإرهاب، ومحاربة الرؤى التي تخلف الإنقسام والظلم، وجميع القوى مدعوة لنشر الوئام والإنسجام والتسامح.

الحل كان عراقياً، حينما إجتمعت القوى الوطنية والدينية والعشائرية، في مؤتمر عقده السيد عمار الحكيم في مكتبه، وقد إجتمع القادة على مفهوم الحوار المنسجم، والإلتزام بالدستور كمرجعية للحلول، وتعميق خطاب المصالحة بين أبناء الوطن الواحد؛ لطرد الريح السوداء القادمة من الخارج، وسوف يسجل التاريخ بحروف من نور، كل من درء الفتنة والشر الذي يريد إجتياح العراق، وهو يعيش أخطر مراحله التاريخية، وبما أن الوطن للجميع؛ فعلى الجميع أن يكونوا للوطن، وقد بان سواد القلوب والأفكار التي تعترض على أيّ عمل وطني مسؤول.

 

واثق الجابري

في المثقف اليوم