أقلام حرة

الطوبة والمصاييد

mohamad thamerفي الفهود، كانت الفرق ايضا تتناول اللعن والتحدي/ والمغلوبون يتناولون سيل الاتهامات، بان الفوز كان حليفها لو ان الحكم لم يكن فلان ابن فلان من ال فلان، ولطالما انتهت اكثر المباريات بجدل يصل حد العراك وسيل من دماء، ولكنها ما فتأت تنتهي مع صبح يوم جديد، يمهد للعن جديد وعراك جديد وتحدي جديد، يومها كان الوطن اكثر من فرق، اكثر من الأف الطيور التي تنتحل هي الاخرى اسماء وتتبادل اللعن والتحدي والفوز، كانت تسكن على مقربة من، شمس الهور، من فناء الارض، تطل على البساتين فترتزق منها تمرا وخبزا، وتمتطي صهوة السعف الشامخ، ثم تتنحى، حتى تلج المضمار، صغار يعبثون بألات من مطاط يسمونها المصايد، يقتفون اثرهن، لا لشيء ألا لمجرد نزوة في التسلط او حبا في الاستئثار، ,مع ذلك لم تنقطع الطيور يوما عن الفهود، ولم تتلكئ، لم تهاجر، بل كانت تجيء حتى لو كانت تعلم أنها ستذوق النهاية على يد صبي عابث، لكن الغريب ان الوطن، أحصى طيوره، واستكثرها، فأطاح بها سفكا، وقتلا، حتى أقنعها ان لا تجيء، ان تعود من حيث أتت، .أن تبقى في أي مكان غير هذا المكان، المهم ان لا تجيء، حتى لو جاء الشتاء فلا موسم سيبعث على المطر، حتى لو جاء الربيع، فلا طيور اوربا ستجيء ولا طيور افريقيا، ستنحدر بلا وطن، حتى الهدايا التي كانت تجيء بها من رسائل العشق، من وحي الغرام، ما كانت تدرك انها ستقع بين اسرار الوطن فيذيعها، .لا تكترث لحرمة العشق، لدفء العاطفة، الطيور ما عادت تجيء، تقتنص التمر والخبز والكبرياء، تتبادل العشق في مكان أخر، فالوطن الذي لا تجد فيه الطيور، خبزا أوتمرا أو عشقا، لا يعدو وطن.

 

في المثقف اليوم