تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

معاذ الكساسبه ضحية العقل العربي أم إستراتيجية الحرب الدائمة؟

MM80كل يوم تتحد معالم جديدة للوحش الداعشي، وتظهر صور أخرى للبطش بالإنسانية، وكما هي عادتها تتكون ردات الفعل بعاطفة صاخبة وذليلة، تذهب بالعقل الجمعي لمجتمع هذه الدولة ولشعب ذلك البلد، كلما ذبحت ضحية جديدة، وهذه المرة حرقا، كما نفذ بالطيار الأردني معاذ الكساسبه.

لو عدنا قليلا جدا إلى الوراء، لوجدنا أن بعض عناصر هذه الزمرة، تدربوا على الأراضي الأردنية، بحجة مساعدة الشعب السوري في القضاء على النظام الديكتاتوري، وبعناية أمريكية خالصة لوجه الشيطان.

تؤكد معلومات ظهرت أخيرا، بأن قوات وسرايا تنتمي للتنظيمات الإرهابية، وتابعة لجبهة النصرة ومسميات أخرى، متواجدة حاليا وبعدة آلاف، تتدرب في شمال الجولان المحتل بالقرب من القنيطرة السورية، وبرعاية إسرائيلية هذه المرة، وتحمل أفواجها وسراياها أسماء بعض أمراء الخليج.

الحرب العالمية للتحالف الدولي على داعش، نسبة نجاحها صفر لحد الآن، كما قالها نائب رئيس وزراء سابق أردني، وتصريحات أحد المسؤولين الأمريكيين قبل فترة، بأن حرب داعش ستستمر ثلاثون عاما لم تأتي صدفة، ولم يكن الرجل في حالة سكر، وإنما هي الواقع المستقبلي المتوقع، إن بقيت أمريكا تدير الأمور بهذه الطريقة.

عندما تضرب داعش في العراق، لا يتأثر من العرب الا العراقيون، وعندما تفجر في السعودية، لا يصرخ الا السعوديون، وعندما تذبح في الأردن، لا يبكي إلا الأردنيون، وهكذا يستمر اللعب على العقل الجمعي للشعوب العربية، ويدور الجميع تحت دائرة التفكير الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية.

اليوم عندما نريد أن نبحث عن حل لهذا الإرهاب، لا نجد من يستجيب من الإخوة العرب إلا بقدر ما أصابه الإرهاب في آخر مرة، أي أنها ردات فعل، وكما حصل أخيرا من خلال إعدام ساجدة االريشاوي وزياد الكربولي ومن معهم في المجموعة الإرهابية، التي اعتقلت قبل ثمان سنوات، حتى يؤخذ بثأر الطيار المقتول حرقا.

الحل هو أن يكون هناك اتفاق بين الدول العربية المتجاورة وعلى الأقل سوريا والأردن والسعودية والعراق، والا سيستمر النياح والعويل، يوم هنا ويوم هنا، وسيستمر مستقبل أبناءنا كلوحة بيد فنان، متى ما أراد وضع اللون الأسود هنا أو الأبيض هناك.

بعد أن كان يسميها الدولة الإسلامية، قال العاهل الأردني وبعد أن قتل الطيار الأردني بطريقة بشعة قال :إن داعش لا تمثل الإسلام، وهذا كلام قِيلَ كثيرا، وهو عين الحقيقة، لكن ما لم نسمعه منكم، صلتكم بداعش، وما علاقة العربان وأمريكا وإسرائيل بهذا التنظيم العالمي؟.

داعش أوغل في قتل كل الطوائف، ولم يقترب من إسرائيل وهي في مرمى نيرانه، والأمريكان لا يريدون سحقه، بل إضعافه، وما عماد الكساسبه إلا واحد من آلاف العرب والمسلمين، الذين سقطوا ضحية العقل الجمعي العربي المتغابي، وإستراتيجية الحرب الأمريكية الدائمة.

 

في المثقف اليوم