أقلام حرة

المواطن الفاسد .. من سيحاكمه؟

mohamad thamerتقول منظمة Freedom House ان ما من شعب من الشعوب العربية شعب حر

تتناقل شاشات التلفزيون تظاهرات لاناس زعموا انهم استلموا سندات تمليك قطع اراضي ابان الانتخابات ثم تبين ان لاصحة لها..كم مرة تشاهد فيها مواطنين يعبثون بالمال العام مرة يصادرونه ومرة يحتكرونه ومرة يخربونه لا لشيء الا لكونه من المال العام .. وكم مرة تشاهد العديد من المواطنين ينهبون المال العام اول ما يتلمسوا غفلة المسئول او ضعفه او فساده..وكم مرة ساهم المواطن في افساد موظف او افساد ذو مكنة فافسدها عليه ودفعه الى ان ينحدر عن جادة الحق باساليب تترى اولها الهوسات والاهازيج والقصائد والمعلقات واخرها اسواق النخاسة في فضائيات هذا الزمن الغابر يوم يعرض المواطنون الفاسدون اصواتهم واقلامهم وضمائرهم ودينهم لمن يشتري او لمن يدفع اكثر.

قل لي كم مرة شاهدت فيها مواطن عراقي يزجر مسئول جنح بالسلطة او وعظ رجل دين هوى بالطائفية فسوغ قتل النفوس واقحم البلاد في منظومة الدماء قل لي متى اخر مرة شاهدت فيها مواطن عراقي يصلح خلل في من مال عام اوشك ان ينال منه الاندثار او شمر عن ساعديه معالجا او تحفى مستنفرا في حملة وطنية تطوعية .. قل لي اهون الامرين متى شاهدت المواطن يلقي القمامة في الاماكن المخصصة لها او على الاقل يضعها في اكياس سوداء تعطيها البلدية مجانا قل لي وقل لي وقل لي .. ومتى ومتى ومتى .. الاف المشاهد والاف الصور تدل على ان الفساد تسرب الى المواطن ايضا ان لم يكن بدء منه لان المواطن عندما يفسد فهو قابل ان يُفسد غيره فلانستغرب اذن عما نسمعه عن سلاطين الفساد فهؤلاء ما افسدهم الا مواطن فاسد ...افسد السياسين من اول يوم اذ باع صوته بورق لايسمن ولايغني عن جوع هذا المواطن رضي لنفسه ان يستاثر بما لايستحق فتعلم السياسي منه انه يمكن ان ياخذ مالايستحق فاخذ واخذ ونهب الدولة حتى لم يسلم رغيف الخبز .

في المثقف اليوم