أقلام حرة

لماذا العراقي لا بواكي له؟

MM80نعم لماذا لماذا العراقي لم نجد من يبكي عليه من يحزن منذ عشرات السنين والعراقيون بين قتيل وشريد وسجين بالرصاص بالنار وفي كل مكان وحسب مزاجية ورغبة القاتل الصدامي سابقا والوهابي حاليا

منذ عشرات السنين اي منذ تسلطت الفئة الباغية الوهابية في اليوم الاسود 8شباط 1963 والعراقيون يواجهون نيران جهنم وهذه النيران تزداد وتتفاقم وتتسع بمرور الزمن حتى وصلت اوجها الان

فالعراقي وخاصة المسكين الذي لا حول له ولا قوة محاصر بنيران الارهاب الوهابي الصدامي داعش الوهابية القاعدة الوهابية النقشبندية الوهابية المجموعات الصدامية المختلفة التي تذبح ثم تحرق المئات يوميا في كل ساعة وفي كل مكان وفي بعض الاحيان يرتفع عدد المذبوحين والمحروقين فيصل الى حد الألوف كما حدث في مذبحة سبايكر وبادوش وعشائر البونمر وفي سنجار وتلعفر ومناطق عديدة اخرى

اضافة الى سبي الألوف من النساء العراقيات وخاصة من الشيعة والايزيدين والشبك والمسحيين والتركمان ومن السنة المعتدلين وغيرهم ومن ثم يخيرن بين الرق وملك اليمين او الذبح والتي ترفض تذبح والتي توافق تعرض للبيع في اسواق النخاسة التي فتحت من اجل ذلك والتي يشرف عليها اقذار الجزيرة والخليج حيث أفتى شيوخ الضلالة الوهابية بان غزو الاخرين ونهب اموالهم وذبح رجالهم واسر نسائهم واغتصابهن وبيعهن من شريعة الدين الوهابي والوسيلة الوحيدة للقضاء على الفقر الذي ساد في الدول الاسلامية

كل هذا يحدث في العراق جهارا نهارا لكننا لم نسمع عبارة احتجاج وكلمة استنكار ضد هذه الجرائم البشعة ولم نشاهد مسئول واحد زار العراق معزيا بهذه الملايين التي ذبحت واحترقت وهذه الألوف من النساء التي اسرت واغتصبت وبيعت في اسواق النخاسة

في الوقت نفسه نرى العالم كله ينشغل ويتباكى ويذرف الدموع و تمتلئ الشوارع والساحات والميادين في مختلف عواصم العالم محتجة ومستنكرة لو جريمة قتل واحدة قامت بها الدواعش الوهابية او قنبلة انفجرت في شارع او مقهى

17 مواطن فرنسي ذبحوا على يد داعش الوهابية ارتجت الارض ومن عليها وحضر كل زعماء وقادة العالم الى باريس وساروا في مظاهرات احتجاج واستنكار وكان اول الحكام هم الحكام العرب وهددوا وتوعدوا داعش الوهابية ومن يدعم هؤلاء الدواعش والقاعدة واسرع ال سعود وبقية العوائل المحتلة للخليج والجزيرة الى دفع الدية واضعاف ما يطلبون وقدموا اعتذارهم وبدأ الطيران العسكري وطيران العوائل المحتلة للجزيرة والخليج طيران ال سعود وطيران ال نهيان وطيران ال ثاني وطيران ال خليفة اضافة الى طيران الاردن بقصف مقرات الدواعش الوهابية وتجمعاتهم وقتلوا المئات منهم ثأرا لهؤلاء ال 17 مواطن

وعندما قامت داعش الوهابية باعدام الطيار الاردني حرقا اصيب العالم بالهستريا والجنون وبدأت حملة تنديد واستنكار واحتجاج وبدأ زعماء الدول العربية والدولية بزيارة عمان وتقديم العزاء الى عائلة الطيار والشعب الاردني والحكومة الاردنية بقتل الطيار الاردني وكان من ضمن هؤلاء المسئولين والحكام نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي واسرع الملك الاردني الى قطع زيارته الخارجية والعودة الى الاردن ومن ثم اعلن ان دم الطيار لم ولن تذهب هدرا وانه سيزلزل الارض تحت اقدام الدواعش وخرج الشعب كله حتى الذين كانوا يؤيدون داعش الوهابية خوفا من غضب الشعب الاردني مطالبا بالرد السريع والقاسي ضد المجموعات الارهابية الوهابية داعش والقاعدة وفعلا رد الجيش الاردني بضربات جوية قوية قادها الملك الاردني بنفسه وادى الى قتل اكثر من 35 ارهابي داعش وعدد اكثر من الجرحى ودمر الكثير من اسلحتهم وعجلاتهم واكد انها بداية المواجهة وستكون الضربات القادمة اكثر قوة كما امر بأعدام خمسة من الارهابين المعتقلين في الاردن التي صدرت بحقهم حكم الاعدام

ونعود الى السؤال الذي طرحناه لماذا لا بواكي على العراق والعراقيين في كل يوم بل في كل ساعة يذبح المئات من العراقيين اضافة الى المذابح الكبيرة مثل مذبحة سبايكر التي ذبح بها اكثر من 2700 عراقي لا ذنب لهم سوى انهم عراقيون ومذبحة بادوش التي ذبح بها اكثر من 500 عراقي ومذبحة عشيرة البونمر التي ذبح بها اكثر من 700 عراقي ومذبحة سنجار وتلعفر التي ذبح فيها اكثر من 5000 عراقي كما شرد وهجر اكثر من ثلاثة ملايين عراقي كما سبيت اكثر من 8000 امرأة وفرض عليهن الرق وملك اليمين ومن ثم بيعهن في اسواق النخاسة والتي ترفض تذبح لا ندري عدد اللواتي ذبحن وعدد اللواتي بيعن في اسواق النخاسة

كل هذه الجرائم البشعة التي تحدث في العراق والتي لم تحدث في كل التاريخ وفي اي مكان لم نسمع كلمة احتجاج استنكار لمسئول لحاكم عربي غير عربي

لم نشاهد مسئول عربي غير عربي زار العراق وشجب جرائم المجموعات الارهابية الوهابية والصدامية وقدم التعازي لذوي الضحايا للحكومة العراقية للشعب العراقي

لم نشاهد حاكم مسئول عراقي قاد طائرته دبابته سحب سيفه مسدسه رشاشته لم يأمر بأعدام الألوف من عناصر داعش الوهابية والكلاب الصدامية الذين اصدرت بحقهم عقوبة الاعدام بل نرى رئيس جمهورية العراق يشكك في القضاء ويرفض التوقيع على تنفيذ حكم الاعدام مشككا في نزاهة القضاء العراقي وهناك مسئولين في الحكومة في البرلمان في مناصب اخرى يطالبون ويدعون الى اطلاق سراح هؤلاء المجرمين والعفوعنهم وتعويضهم وسجن ذوي الضحايا

الم اقل لكم لا بواكي للعراق وللعراقيين

لماذا

 

مهدي المولى

 

 

في المثقف اليوم