أقلام حرة

التطرف في اي عقيدة يؤدي الى افسادها ومن ثم زوالها

MM80لو تصفحنا التاريخ وتطلعنا على مسيرات كل الحركات والافكار والعقائد في كل مراحل التاريخ وفي كل مكان قديما وحديثا لاتضح لنا ان السبب الاساسي والرئيسي في افساد وزوال كل تلك الحركات والافكار والعقائد هو تطرف تشدد بعض معتنقيها وتطرفهم ومحاولة فرضها بالقوة والغاء الاخر وانهم وحدهم يملكون الحقيقة ولو دققت في حقيقة هؤلاء لاتضح لك بصورة جلية وواضحة انهم من اشد الناس جهلا وتخلفا   وان الدوافع التي تدفعهم رغبات شخصية وشهوات سيئة فاسدة لا تمت باي صلة ومخالفة

المعروف جيدا ان الاسلام يواجه مرحلة صعبة وحرجة في الوقت الحاضر وهي ظهور هذا التشدد والتطرف من قبل بعض المجموعة التي تحسب نفسها على الاسلام والتي تتظاهر بنشر الاسلام من خلال نشر العنف والارهاب والجهل والتخلف واخماد اي نقطة نور وقتل عقل الانسان

فما تقوم به المجموعات الوهابية وحكومة ال سعود ومشايخ الدين الوهابي من تشجيع لغزو الاخرين وذبحهم ونهب اموالهم واغتصاب نسائهم بحجة نشر الاسلام لا يدرون ان مثل هذه الافعال والتصرفات لها مردودات عكسية فعالة بل قاتلة للاسلام والمسلمين

لا اريد ان اتحدث عن موقف غير المسلمين من الاسلام ووجهة نظرهم فيه نتيجة لهذه الاحداث التي قام بها المتشددون والمتطرفون الاسلاميون اعتقد انها واضحة لكل مسلم ذو عقل رصين فانهم وصلوا الى قناعة تامة بان اي مسلم هو قنبلة موقوتة لايجوز التقرب منه ولا تسمح له التقرب منك بل هناك من يراه وباء مدمر قاتل كل هدفه ان يذبح اكبر عدد من الناس الابرياء وهناك وصفة اصبحت شائعة تصف العربي المسلم متشدد عالة شحاذ متسكع مفلس مبذر

لكني اريد التحدث عن تأثير هؤلاء المسلمين المتطرفين على الاسلام والمسلمين الاخرين وخاصة الشباب هل يعلم شيوخ الاسلام ان عدد الملحدين والذين يشتمون الاسلام ونبي الاسلام وكتاب الاسلام في ازدياد واتساع وانهم جميعا من المثقفين والمتنورين وان عددهم اضعاف عدد هؤلاء المتطرفين الا انهم بعيدين عن العنف والارهاب كما انهم لا يملكون قوة التحدي لهذا نرى تأثيرهم اقل من هؤلاء الجهلاء الوحوش بل ان تطرف هؤلاء الجهلاء خلق تطرف لدى شباب المسلمين بتحدي   هؤلاء وتزمتهم دفع الكثير من الفتيات ليس الى رفض النقاب بل الى نزع الملابس والخروج عاريات امام المساجد والاماكن العامة واعلان بعض الشباب الحادهم وكفرهم بالله بل الاساءة الى الاسلام وهؤلاء مسلمون

وهذه الحالة تزداد وتتسع تدريجيا ويزداد عددها كلما ازداد التشدد والتطرف كلما ازداد العداء للاسلام والسخرية بالاسلام من قبل الشباب المسلم

ولو نظرنا نظرة موضوعية وحاولنا معرفة عدد هؤلاء المتطرفين والمتشددين باسم الاسلام وعدد الطرف الاخر الذين يسخرون بالاسلام لاتضح لنا انهم اكثر عدد الا انهم لا يميلون الى العنف الى الارهاب الى الفساد كما يفعل اولئك المتطرفين المتشددين لهذا اثر هؤلاء غير واضح للنظرة السطحية لكننا لو نظرنا بعمق ودقة لاتضحت لنا الحقيقة بشكل واضح ورأينا الصورة الكاملة للاسلام والمسلمين والنهاية الكارثية التي وصل وسيصل اليها الاسلام

من هنا يبدأ الخطر الكبير على الاسلام والمسلمين

لهذا على رجال الدين وكل الغيارى من المسلمين ان يتوحدوا ويتصدوا لاولئك المتطرفين المتشددين للمجموعات الارهابية الوهابية بقوة وشجاعة قولا وفعلا وكشف حقيقتهم وتوضيح واقعهم وانهم لا يمثلون الاسلام بكشف حقيقة الاسلام وفق نظرة انسانية حضارية عقلانية واضحة وشفافة لا تقبل اي تأويل اوتحميلها عدة اوجه

والتصدي بقوة وحزم وبكل الوسائل بما فيها السلاح ضد المجموعات الارهابية الوهابية مثل تشكيل جبهة واحدة مسلحة تضم كل الاطياف والمذاهب الاسلامية وكل عشاق الحياة من غير المسلمين واعلان الحرب على هذه المجموعات الارهابية الوهابية التي تتظاهر بالاسلام كذبا وزورا

التعامل مع الشباب المسلم الذين ارتدوا عن الاسلام او وجهوا للأسلام عبارات سيئة تعامل انساني حضاري وبروح شفافة وشرح الحقيقة لهم فالاسلام رحمة للعالمين هذا هو هدف الاسلام الاول ولا يمكن الاختلاف عليه

الا ان الاختلاف في كيفية تحقيق تنفيذ هذا الهدف ومن الطبيعي كل منا ينطلق من مستواه الثقافي والاجتماعي فلماذا يكفر بعضنا البعض ويقتل بعضنا البعض

والا فالاسلام في خطر

مهدي المولى

في المثقف اليوم