أقلام حرة

التقى العبادي البرزاني على ارض محايدة

emad aliلا زالت الخلافات على اشدها بين بغداد واربيل حول قضايا عديدة ومنها النفط والغاز وحصة الاقليم من الميزانية والبيشمركة وما يخص العلاقات الخارجية والكثير من بنود الدستور التي تحتمل تفسيرات مختلفة .

كانت مرحلة المالكي اسوا ما مرت به العلاقات الداخلية العراقية بين المكونات المختلفة نتيجة لتفرده ونرجسيته المسيطرة على سلوكه وتوجهاته الى ان وصلت الحال لاجتياح داعش العراق . لم يتوقع احد ان تصل علاقات الحكومة العراقية مع السلطة في اقليم الى هذا الحد، ويستغل المالكي هذه الخلافات لامور سياسية داخلية وانتخابية بحتة، وهو مستمر على نهجه لحد اليوم وان بعد اُبعد عنوة من المعالي الى (الفخامة) وهو يحاول جاهدا العودة من النافذة ... هذه هي حال سياسيي الشرق الاوسط جميعا، يناضلون!! بكل ما يملكون ويضحون بكل مصلحة عامة من اجل تمديد فترة حكمهم وليس المالكي باستثناء، وتلتصق الصفة هذه بجميع السلطات لاسباب عديدة منها؛ منح السلطات المطلقة الى الاشخاص وامكانية تلاعبهم بمنصبهم دون قيد او شرط ، وعدم وجود المأسسة في الحكم والسير وفق المزاجية ونظرة المسؤل دون حدود قانونية فارضة لذاتها، ومن ثم الاعتماد على الحزب والقوة في السيطرة على زمام الامور بعيدا عن الصلاحيات التي تخول اي مركز لاداء الواجب الملقاة على عاتق من يعتليه . ومن جانب الاقليم، ليس باحسن من المركزايضا، فالقوة هي المسيطرة والعائلية هي الحاكمة ايضا والاستقواء بالحزب هو السمة الثابتة اضافة الى الصفات الاخرى التي ذكرناها لدى مسؤلي المركز العراقي . انتشار الفساد من الراس حتى القاعدة، المحسوبية والمنسوبية والترهيب والترغيب من صفات الاقليم ايضا اعتمادا على قوة الاشخاص المسيطرين على الحزب في ظل صراعات جانبية لم يتضرر منها الا المواطن البسيط، وفي جو من الحكم الخالي من اي تخطيط او استراتيجية والسير بما يفرضه اليوم وليس الشهر ايضا، والا ان كانت لدى سلطة اقليم كوردستان من خطة ولو عشائرية هل كان من المتوقع ان يخرج الاقليم مديونا ولم يقدر على دفع رواتب موظفيه لشهر واحد بعد قطع المركز حصته من الميزانية رغم الواردات الهائلة التي كان الاقليم يتمتع بها من قبل، فهل يمكن لعشيرة ان تدخر من الاحتياط لمعيشة ابناءه ربما لسنوات ولم يقتدر من تصف نفسها بالحكومة ان تؤمن حتى الرواتب لمدة شهر واحد فقط .

بعد طول الخلافات، اننا نحس حتى اليوم ان الروح العشائرية والحزبية مسيطرة على الطرفين بحيث يحتسب كل طرف للاخر على انه طرف ند ومقابل وليس ضمن سلطة مشتركة وبلد واحد، فان الاتكيتات المستخدمة داخليا فقط، بينما يتنازل المركز والاقليم لابسط موظف خارجي من اية دولة كانت على حساب الشعب . فهل من المعقول ان تعتبر الاقليم جزءا منك وتعتبر القيام بزيارته تنازلا او بالعكس ايضا ان تعتبر المركز بلدك والذهاب اليه تنازلا . انها علاقة دولتين دون ان يعلم به السيد العبادي لكونه التقى البرزاني كامر طبيعي في ارض محايدة اثناء زيارته لالمانيا وكانهما في صراع بين قوتين، والا لماذا لم يزر العبادي اربيل ان يعتبرها مدينة في اقليم ضمن الحدود العراقية او بالعكس لم يعتبر البرزاني بغداد عاصمة دولة لازال اقليمه ضمن مساحته السياسية والادارية . طالما بقينا على هذه العقلية والتعامل والحسابات الداخلية الدقيقة الدافعة على الابتعاد بين المكونات، بينما الحسابات الخارجية الهشة التي تؤدي الى الخضوع والتنازل الاكثر للاخرين سيكون الشعب هو الضحية والمشاكل ستبقى مستعصية والامور تسير نحو الاسوا مهما كانت النيات صافية ولكنها من البعد بحيث لم تفد حامليها .

في المثقف اليوم