أقلام حرة

حذار يا عبد المهدي

MM80أثار كتاب القاتل الاقتصادي، للكاتب الأمريكي جون بيركنز، ردود أفعال واسعة ودهشة كبيرة لما تضمنه من معلومات خطيرة، الذي يصف فيه وظيفته كـ "قاتل اقتصادي" بحسب وصفه، والتي تُلخّص الأسلوب الجديد للولايات المتحدة الأمريكية في السيطرة على دول العالم الثالث.

كان الكاتب يعمل كبيراً للاقتصاديين في شركة مين الأمريكية. وكانت وظيفته الرسمية "قاتلاً اقتصادياً" (Economic Hit Man).

ويُعرِّف الكاتب القتلة الاقتصاديين بأنهم: «رجال محترفون يتقاضون أجراً عالياً لخداع دول العالم بابتزاز تريليونات الدولارات.

وهم بهذا يحوِّلون الأموالَ من البنك الدولي، ومن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، ومن منظمات (مساعداتٍ) أجنبية أخرى، لتصبَّ أخيراً في خزائن الشركات الضخمة وجيوب قلةٍ من الأسر الغنية التي تتحكم بموارد الأرض الطبيعية.

وسبيلهم إلى ذلك تقاريرُ مالية محتالة، وانتخاباتٌ مُزوَّرة، ورشاوى، وابتزاز، وغواية جنس، وجرائم قتل إنهم يمارسون لعبةً قديمةً قِدَمَ الإمبراطوريات، ولكنها لعبةٌ اتخذت في هذا الزمن العولمي أبعاداً جديدة رهيبة

إن بناء امبراطورية امريكية. هو ما تم تربيتنا عليه في الاساس وهو وظيفتنا.

أن نخلق وضعاً يسمح بتدفق أكبر قدر ممكن من الموارد إلى هذه الدولة

: مؤسساتنا وحكومتنا، وفى الحقيقة فقد حققنا نجاحاً كبيراً، لقد قمنا ببناء الامبراطورية الاعظم في تاريخ العالم، وذلك ما كنا نقوم به خلال الخمسين عاماً الاخيرة منذ الحرب العالمية الثانية وبتدخل عسكري ضئيل لا نلجأ

للتدخل العسكري إلا كملاذ اخير، وفى مناسبات نادرة، وعلى النقيض من غيرها عبر تاريخ العالم تم بناؤها في الاساس بالمناورة الاقتصادية، عبر الغش والاحتيال وعبر اغراء الناس واجتذابهم إلى طريقة العيش الامريكية بواسطة "القتلة الاقتصاديين المأجورين"، ولقد كنت ضالعاً في ذلك تماما.

ومن أبرز ما أشار اليه، أن هناك من الدول التي لا تحتاج الى كل هذا العمل، كي تنطوي تحت المظلة الأمريكية، لا القوة العسكرية ولا الإغراءات أو غيرها من الطرق الملتوية، بل يكفي أن نشخص أسباب القوة لديها، غالبا ما يكون شخص أو عدة أشخاص، أن لم تستطع وسائلنا التقليدية بتغيير سياسية هذا الشخص بما يلائمنا، سنشعل خلافات ولغط كثير حوله، حتى أن كان عمله جيدا لشعبه أو حكومته، سنجد المشككين بأعماله، وسنضع بعض علامات الاستفهام على كل خطوة صحيحة يقوم بها، وقد يكون الاغتيال هو الحل الأسلم.

لاحظت، هذا السيناريو قد بدأ اليوم مع الحكومة العراقية الجديدة، بعد تسلم السيد عبد المهدي لحقيبة وزارة النفط، أذ نجد أن السياسية النفطية العالمية التي تقوده الولايات المتحدة بالخفاء، أخذت تعمل بشكل معاكس لما يقوم به الرجل، ومن قراتي للخطط الأمريكية التي سربت عبر هذا الكتاب أو عبر مقالات، أجد أن عبد المهدي فد عصي على إغراءاتهم، لأنه أخذ الطريق الصحيح، ومن هنا أقول حاذر يا عبد المهدي، أن التصفية قد تكون ملاذهم الأخير.

 

الكاتب والأعلامي- احمد شرار

في المثقف اليوم