أقلام حرة

شكراً من مدينة النفط والقير

watheq aljabiriمدينة من أمهات المدن العراقية، تمتد الى أعماق التاريخ والحضارة والعمارة، منها خرجت الديانات،والنبي ابراهيم الخليل عام 1805 ق.م ، أسماها العرب ذي قار؛ لأراضيها التي تنضح النفط والقار، وهي مدينة ناشطة في الحركة الفكرية؛ لقربها من الكوفة والبصرة وحركاتها الإسلامية مثل: الشيعة، الزيدية، الإسماعيلية، الصوفية،، المعتزلة، الإباضية والقرامطة.

الناصرية مدينة الأحداث الجسام والإنتفاضات ضد الظلم، ومنها أحداث1914م، 1920م، 1935م والشعبانية 1991م، ماجعلها مدينة مضطهدة غير عامرة.

الناصرية مدينة في مهب الريح، لحركاتها الفكرية التي تواجه التجهيل، وطبيعتها تنعكس على مواطنيها، ومركزها يقع على ضفة الفرات، ومناحها صعب المراس ويسبب كثير من الأمراض، ويظهر فيها ما يسموه (النزيز)، أثناء الفيضانات حتى في الشوارع المعبدة، وماءها ذات مجاجة في فترات (الصيهود)، ويسكنها خليط من العشائر والمهاجرين الّّذين قدموا من أيام الجفاف وملاحقة الوهابيين، وتشكل فسيفساء من النحل؛ بروح قبلية غالبة الإيثار وحسن المعشر.

أطلق عليها أسم المنتفق، لإتحاد عشائري هي مركزه، وتمتد سلطته الى قطر، وتحكم جنوب العراق، وأختلف المؤرخون منهم من يرى أنها إتفاق عشائر ثلاث، بني سعيد وبني مالك والأجود، وآخر يرى أن جدهم يحترش اليرابيع قبل الاسلام( يخرجها من نافقائها)، وثالث يروي أن جدهم يقيم في نفق لشدة الحر فقيل لجماعته المنتفق، وقال ابن خلدون في مقدمته" أن بني عامر المنتفق قد خلفوا القبائل التي هزمت الفرس في معركة ذي قار" وأبراهيم الحديري في كتاب عنوان المجد" أن قبائل المنتفق من بطن بني صعصعة من العدنانية ضمنهما قبيلتان مشهورتان بني أسد وبنو خيكان"

ذي قار مدينة الثقافات والحركات السياسية والفكرية، تبض بالحياة، وتعطي للعراق فكراً يحرك كوامن طاقاته، وبمقدار رفضها الضيم، ماتزال راعية للإبداع والإبتكار، وتمييز أبناءها ونشطو بعد 2003م؛ في كثير من منظمات المجتمع المدني والفكر والأدب، وإستقطبوا القوى السياسية لتحركاتهم.

نظم ناشطون من الناصرية حملة" شكراً عادل عبدالمهدي"؛ تثميناً لدوره بتأسيس شكر نفط ذي قار، وحضر الحملة سياسيون وأعضاء مجلس المحافظة وناشطوا مجتمع مدني، وجمعوا عشرات آلاف التواقيع، وأملهم إستيعاب الأيادي العاملة، التي حاربتها الإنظمة القمعية، وهذا الفعل أحد مصاديق تطبيق قانون المحافظات 21.

باتت عملية إستخراج وأنتاج النفط بيد أبناءها، بعد أن كان نفطها تابع لشركة نفط البصرة، وهذا ما يساعدها على الإنتعاش الإقتصادي بعد قرون من الإضطهاد.

سار عادل على خطى والده عبدالمهدي المنتفقي، الذي يكنى (النائب العطشان)؛ لإهتمامه بالمشاريع الإروائية، وإعادة الحياة الى نهر الفرات، ومن المتوقع أن نتتج ذي قار 300 ألف برميل يومياً، ناهيك عن حقول غير متكشفة، وللناصرية دَيُنٌ على الساسة؛ فهي وقفت بوجه الدكتاتورية، وناصرت الديمقراطية، وما تزال مدينة تلتف بالسواد، وتأمل أن تكون من مدن السواد في بلاده.

 

.واثق الجابري

في المثقف اليوم