أقلام حرة
العراق الى أين؟
هذا سؤال كثير ما يطرح من قبل العراقيين وخاصة الحريصين على العراق الا انهم لم يجدوا الجواب الشافي واذاوجدت اجوبة فالاجوبة متعددة ومختلفة مصدرها المشاعر والعواطف والمصالح الخاصة بعضها متفائلة وبعضها متشائمة لم تنطلق من الواقع من العقل من النظرة الموضوعية لهذا تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
فاي نظرة عقلانية موضوعية لمستقبل العراق تقول لك ان العراق يسير الى المجهول
اثبت الواقع ان العراقيين غير قادرين على حكم انفسهم بانفسهم لاننا لا نزال نعيش في قيم واخلاق العبودية والعشائرية البدوية التي ترفض الدولة والقانون والحرية واحترام الاخر ورأيه ومعتقده وكل واحد منا او مجموعة تقول انا الاول انا وبس والاخر لا يصلح للحكم والاخر لا يصلح للحياة
اننا شعب جبلنا على العبودية والرق والكره للحرية والحب للعبودية الى درجة الموت في سبيلها فاصبحت هذه الرذائل هي التي تتحكم بنا وهي التي تمثل قيمنا واخلاقنا لا قدرة لنا على مغادرتها بل المغادرة منها او التخلي عنها يعني العار يعني الخروج على الدين والاخلاق
من الطبيعي شعب بهذا الجهل والتخلف غير قادر على حكم نفسه بنفسه وتركه وشأنه سيقتل بعضه بعض ويتحول الى مصدر ارهاب وتخريب الى من حوله والى العالم كله وهذه حقيقة اغلبية الشعوب العربية لهذا يتطلب من المجتمع الدولي من الامم المتحدة الدول الكبرى التدخل لحماية العراق والعراقيين من خلال فرض الوصاية الدولية وتنسيب دولة كبرى تدير شئوون العراق لفترة زمنية لا تقل عن مائة عام من اجل ان نتعلم الكرامة والحياة الحرة من اجل ان نتعلم استخدام العقل ان نتعلم احترام اراء بعضنا لبعض معتقدات بعضنا لبعض من اجل ان نبني وطننا ونسعد شعبنا كيف نكون صادقين مع انفسنا ومع غيرنا كيف نقدس العلم والعمل وكيف نفتخر بعلمنا وعملنا لا بانسابنا واصلنا
للأسف رغم التغيير الذي طرأ على كل العالم حتى الذين يعيشون في غابات افريقيا عراة حفاة الا ان التغيير لم يشملنا وكأننا نعيش في عالم آخر لا علاقة له بنا رغم اننا نستخدم كل ما ينتجه هذا العالم من سلع ومواد لم نرتفع الى مستواه في الوعي والمعرفة لا زلنا نعيش عشائرية ما قبل الاسلام قبائل بعضها يغزوا بعض وبعضها يسبي نساء بعض وينهب مال بعض لا زالت الاعراف العشائرية وشيوخها المتخلفة والقيم البدوية الصحراوية هي التي تحكمنا الى الان لا نعرف معنى الوطن معنى الانسان
هل تصدقون هناك من يرفض تأسيس جيش بأسم ابناء الوطن ابناء العراق ويصر على تسميته بأبناء العشائر
فما ذا يدل هذا الاصرار اليس دليل على اننا نسير الى الخلف
لهذا على المجتمع الدولي الامم المتحدة الدول الكبرى الاسراع في حماية العراق والعراقيين وفرض الوصاية الدولية وتنسيب الدولة التي تدير شئوون العراق واعلموا لا تجدوا اي معارضة من قبل الاغلبية المطلقة من ابناء العراق نعم ستجدوا معارضة من قبل اللصوص والقتلة والعناصر الفاسدة بحجة الكرامة والشرف والقيم والدين والحقيقة انهم العدو الاول والاخير للكرامة والشرف والقيم والدين
فهذه الوسيلة الوحيدة لانقاذ العراق والعراقيين من الضياع ومن الموت والعذاب والوسيلة الوحيدة لبناء العراق وتقدمه وتطوره ورفع العراق والعراقيين من الظلام والعبودية الى النور والحرية
الذي يسمع خطابات وتصريحات جميع المسئولين في العراق يخرج بنتيجة واحدة انهم جميعا لصوص منا فقون كاذبون يقولون غير ما يفعلون وظاهرهم غير باطنهم كل الذي يهمهم ويشغلهم هو مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية فقط وكل واحد يريد الكرسي الذي يدر اكثر ذهبا وبما انهم لا شي ولا قيمة لهم فجعلوا من الدين القومية الطائفة العشيرة المنطقة وسيلة للوصول الى ذلك الكرسي وهكذا انقسم العراقيون تبعا لأهواء ورغبات هؤلاء السياسيين وهكذا ازداد الفساد والفاسدين وتفاقم الارهاب والارهابين في كل المجالات وفي كل الاتجاهات
فلا شرف ولا شريف ولا وطن ولا وطني
لا شك هناك من يزعل ويغضب ويقول هناك وطنيون مخلصون صادقون ومضحون ويضحون من اجل شعبهم ووطنهم ولا يريدون اي شي سوى حرية وسعادة الوطن والشعب
وانا اقول نعم هناك واقدم اعتذاري الا انهم قلة لا قدرة لهم على صنع وخلق اي شي
هذا يعني ان مستقبل العراق والعراقيين الى المجهول الى التقسيم الى كل من يده له الى الحروب الاهلية عشائرية دينية طائفية عنصرية
مهدي المولى