أقلام حرة

الرجولة إنفاق

moamar habarتمّت الخطبة منذ ستّة 6 أشهر، واتّفقا أن يقام العرس بعد شهر رمضان، وبين الخطبة والزواج ما يقارب السنة، وهي مدّة طويلة يحدث فيها، مايُلبّدُ سماء العروسين، وما يزيد من تمتين، وتوثيق عُرى المحبّة واللّهفة، لمن يحسن استغلال وقت الانتظار.

هو شاب يحمل كامل أوصاف الإغراء، فَهمَ الزواج على أنّه أمر ونهي، فراح يُعاملُ خطيبته قبل موعد الزواج ، معاملة القائد العسكري لجنوده، إفعل ، ولا تفعل.

ضجرت من أوامره ونواهيه، وهي المدلّلة في بيت أبيها، فأمست مجبرة أن تستشيره في كل صغيرة وكبيرة، مُبديةً له بذلك الحب، والقرب، والصدق في انتظار اليوم الموعود، حينما تُزفُ إلى بيت زوجها.

لكنّه استغلّ ذلك الصفاء، والنقاء، وتلك الفطرة السليمة في الأمر والنهي،وهنا، وجب التركيز على أنّ ،

الرجولة سلوك، وقوام السلوك الإنفاق على الزوج، ومن أراد من الشباب أن يُظهر بأسه وقوته بالأمر والنهي، فعليه أن يدرك جيّدا، أنّ المرأة المخطوبة، من حقّها على زوجها، أن ينفق عليها، وهي في بيت أبيها، ولو كانت غنية ثرية، حتى تزفّ إلى بيت زوجها،

ولذلك وجب عليه، أن يخرج نصيبها من زكاة الفطر، مادامت في بيت أبيها ، و ولي أمرها،

فالأمر والنهي يحسنه الضعيف والصغير، والإنفاق لايتقنه إلا الكبار، وبالإنفاق تمسي كبيرا، وقبل أن يأمر الشاب خطيبته وهي في بيت أبيها،

فلينفق عليها أولا، أو ليصمت مادام لا يستطيع الإنفاق عليها وهي في بيت أبيها، فذاك أفضل له، وأحفظ لماء وجهه من أن يطالبوه بحقّ لا يستطيع أن يؤديه لمن له حقّ عليه.

 

في المثقف اليوم