أقلام حرة

انتصار الثورة الاسلامية في ايران انتصار للقيم الانسانية

MM80لا شك ان 11 –شباط -1979 يوما خالدا ومهما في تاريخ البشرية وانعطافة كبيرة في مسيرة الانسانية نحو النور والحرية والحب والسلام

فالثورة الاسلامية في ايران ليس مجرد شعب ثار ضد الحاكم الظالم بل كانت ثورة وصرخة كل المظلومين والمحرومين والمستضعفين في الارض ضد كل ظالم وضد كل سارق وضد كل مستكبر في الارض

لهذا كانت صرخة كل الشعوب المستضعفة المحرومة المظلومة في المنطقة العربية والاسلامية وكثير من شعوب شعوب أسيا وامريكا الاتينية وماحدث من ثورات وتغيرات في كثير من البلدان في العراق تونس مصر اليمن ليبيا فلسطين لبنان في امريكا الاتينية كان نتيجة لثورة وصرخة الشعب الايراني لا شك انها ارادة ربانية

فالثورة الاسلامية الايرانية كانت نتيجة وامتداد لكل صرخة حق لكل نقطة ضوء لكل دعوة انسانية لكل امل انسان صادق لكل الانتفاضات الاسلامية والانسانية في كل التاريخ وفي كل مكان التي بدأت بصرخة سمية ام عمار تحت لهيب السياط في رمضاء الصحراء وصرخة ابا ذر وصرخة الحسين وما تلاها صرخات حتى صرخة الشعب الايراني فكانت امتداد لكل الدماء الزكية التي هدرت ولكل الاشلاء الطاهرة التي زهقت خلال هذه الفترة من اجل الحرية والقيم الانسانية

ثورة سلمية لم تحمل سلاح ولم تدعوا الى طائفة او عشيرة او حتى دين بل كانت رافعة شعار انا ارسلناك رحمة للعالم لهذا ضمت كل الشرفاء والمخلصين كل عشاق الحياة ومحبي الانسان وانطلقوا جميعا حاملين ارواحهم على اكفهم بصرخة واحدة بوجه الظلم والظالم

فالجهاد في الاسلام ليس غزو وسلب ونهب واغتصاب وذبح الجهاد قول كلمة حق بوجه سلطان ظالم جائر وافضل الشهداء هو الذي يقول كلمة حق بوجه السلطان الجائر فيقوم السلطان الجائر بقتله

ثورة الانسان ثورة العلم والعمل فانهما الطريق الوحيد لبناء المجتمع الانساني مجتمع العدالة والمساوات وهذا هو الذي جعل ايران الاسلام في فترة زمنية قصيرة دولة متقدمة ومتطورة في كل المجالات ومؤثرة في السياسة الدولية رغم الهجمات الظلامية والمؤامرات الخبيثة الا انها استطاعت ان تجتاز كل ذلك وتحقق انتصارات كبيرة   لم تساوم ولم تتنازل عن نهجها عن قيمها عن مبادئها الانسانية الاسلامية

التزمت كل الالتزام بنهج واسلام الامام علي فالمسئول الحاكم ليس سيدا على الشعب بل خادما للشعب كما ان المسئول الحاكم في خدمة الشعب ومن اجله وليس الشعب في خدمة الحاكم المسئول والحاكم وهذا هو سر نجاح ثورة الشعب الايراني وسر نجاح تطوره وتقدمه وسر اانتصاراته الكبيرة على اعدائه اعداء الانسانية حقا كانت نجاحات اشبه منها الى المعجزات

وهذا بفضل وعي الشعب الايراني وحبه للحياة والانسان وبفضل قيادته الحكيمة والرشيدة التي كانت تلبس وتسكن وتأكل ابسط ما يأكله ويلبسه ويسكنه ابسط الناس وهذا اهم شرط من شروط المسئول المسلم الانسان والا لا يجوز ان يكون مسئول لانه ليس انسان

وهذا من اهم اسباب تمسك الشعوب وثقة الشعوب بحكامها ومسئوليها وبالتالي تطور الشعوب وتقدمها

 

مهدي المولى

في المثقف اليوم