أقلام حرة

ماذا تركت لنا يا مالكي

MM80نحن أبناء البلاد، نحمل قوة في التعبير عن السياسة، عن الحرية، عن الحقوق، ونفتخر ببلادنا كما هو مرسوم ومخطوط، بفقرهِ، بألمهِ، بصبرهِ ودموعهِ، بشجنهِ للحياة، بشهادة الشباب، بضياعه لعلمهِ، بثقافتهِ الشاكية الباكية، التي دنست سمعتها، مثل طريق عابر للوصل الى اهداف شخصية.

لقد رأينا خلال الثمان سنوات، أموراً لا تعد ولا تحصى، ولا يمكن مقارنتها مع البلدان، فقد أصبح البلاد من بعدهِ، مفقود الأمان وبعيد كل البعد عن السلام، لكننا تعودنا وضحينا لأجل ازالتهم، لان هناك مخلفات مازالت عالقة، كالنكهة الكريهة، مثل السماسرة والمهربين، واكلي حقوق الانسان، لكننا تخطينا ذلك بصبر وثبات.

أصبحت حينها اركان الاقتصاد، وتطوير الصناعة، وتوسيع الخدمات، وتنمية الزراعة، متوقفة ومسروقة أموالها، والجفاف قد قتل أبنائهَ، وتطبيق برنامج الرعايات الاجتماعية، والذين لا يحصلون على فرص عمل دون استثناء، قد توقف أيضا، وأصبحت ملاذ لأصحاب الرشاوي، وأصحاب شهادات التزوير، لقد تخطينا ذلك أيضا.

كذلك الدخول المفاجئ من داعش، وبيع الموصل وغيرها من المحافظات، والقرى والارياف، مقابل المليارات، الذي استلمها بعض قادتنا وأعضاء برلمانيين، فقد تخطينا هذا ايضاً، بأرسال الضحايا والهجر، والنزوح، والالم والموت، وحجة تأخير إقرار الموازنة أيضاً، لكن لا يعني الإيقاف ومدة الصلاحية لهم، فللإله حجة فيهم-يمهل ولا يهمل.

لكن تترك لنا يا مالكي، أعضاء سياسين، مزيفين الشهادة والعقل، والشأن، وغير مختصين اساساً، مثل السيد "عبعوب" الذي بات يستخدم مشاعرهُ الجياشة، واسلوبهُ الرقي، ووسامتهُ، واناقتهُ، وشهرتهِ في صخرتهِ، كل هذا في بناء مدينة بغداد، قد نفكر قليلاً ان بغداد لا تحتاج الى شيء ملموس، مثل بناء العمارات، والبنه التحتية، وإصلاح سوء الخدمات، بل تحتاج الى لمسة حنونة، ودفء من الأمين العام.

هذه المواضيع والافعال الساذجة، أطلقها عبعوب، امام العالم بشتى السخرية والهزل، كانت مسخرة، اطغت على المثقفين، والعلماء وأصحاب العقول الراقية، وأصحاب الكفاءات، قد اخذهُ الامل والسرور في ان تستقطب عقولنا، ما يتيح أفكارهُ.

هذه العولمة لاهي كونية، ولاهي مسرحية كوميدية، بل هي هدية غير متاحة، تركها لنا المالكي.

 

منى الشمري

 

في المثقف اليوم