أقلام حرة

المرجعية الرشيدة وقافلة المنافقين

MM80في ثمانينات القرن الماضي، تعرضت المرجعية الصالحة، والتي كانت متمثلة بالإمام الخوئي، لضغط كبير، وحملة إعلامية لتشويه مواقفها، خصوصا أنها كانت في مواجهة عدو شرس، حيث كان النظام البعثي، في أوج قوته، ومع اصطفاف عالمي وإقليمي معه، لكنها صمدت، وعبرت بالأمة إلى شاطئ الأمان، رحل الطغاة وبقيت مواقف الإمام الخوئي خالدة، يشار لها بالبنان.

بعد رحيل الإمام الخوئي، قد فتح باب فتن ، فالنظام ألصدامي لا يتوقف عن دخول المغامرات الطائشة، ولا يمتنع عن حبك المؤامرات، ديدنه الشر، بالإضافة لعامل أخر، وهو النظام العالمي المتمثل بالقوى العظمى، والتي تخطط بشكل شيطاني، لتفتيت العراق، لغايات متعددة، من طموحات تاريخية، إلى هدف اقتصادي، وأخر جغرافي، وهكذا طموح لا يتحقق،إلا بإزالة حصن العراقيين، المتمثل بالمرجعية الصالحة.

عهد جديد، بلون مختلف، بعد إزالة نظام صدام الدكتاتوري، وتمركز قوى عالمية في المنطقة، مع بشاعة دور مشايخ الخليج في دعم الإرهاب، ثم انفتاح العربان أمام الكيان الصهيوني، نتيجة غياب ضمير ساسة المنطقة، فكان الدفع بدورين أساسيين:

الدور الأول، دور داخلي متمثل بالطابور الخامس، من منافقي المجتمع، ممن ارتضوا لأنفسهم التخندق مع الأشرار، ضد حصن الأمة، و مهمتهم نشر الأكاذيب بحق المرجعية، ومحاولة الطعن بكل مواقفها، بالإضافة إلى منهج خبيث للحط من كرامة المرجعية، بأساليب خبيثة، كل هذا ليصنعوا حاجز، بين المرجعية والأمة، حتى تتيه الأمة في صحراء الزمن، سنوات وهم يغردون مع محور الشر، لكن لم يقدروا إن يتقدموا خطوة واحدة، للرعاية الإلهية، ولفطنة المرجعية الصالحة.

الدور الثاني، دور عربي خبيث، متناسق مع منافقي الداخل، عبر منابر الإعلام العربي، لتسليط الضوء على أكاذيب المنافقين، وصياغتها بشكل صورة مقبولة، كي ترسخ في عقلية المواطن اللاواعي، وبالتالي عسى إن ينهد سور العراق (المرجعية الصالحة)، ويتحقق هدف الاستكبار العالمي، فالعربان مجرد دمى تحركها خيوط الإمداد الغربي، فقدوا الإرادة عن الفعل المستقل، وتحولوا لمجرد ردة فعل لا أكثر، بئس ما قبلوا به من دور.

الغرب يحلم بالاستفراد بالعراق وشعبه، لتشكيل واقع، يعكس أفكارهم وطريقتهم في كسب المستقبل، فكان أخيرا ظهور داعش.

مخطط داعش كان مطبوخ على نار هادئة، ومرتبة الأدوار بشكل دقيق، ليتحقق به أهداف كثيرة، أهمها تفتيت العراق، لكن كان لموقف المرجعية الصالحة، الدور الأكبر في إفشال الخطط الغربية، وضياع جهود السنين، فمع إعلان الفتوى المباركة، بالجهاد الكفائي، إذا بالمتطوعين بمئات الألوف، يسرعون تلبية لنداء المرجعية، فتوقف الحلم الشيطاني عن التحقق، وتم رد الهجمة البربرية الداعشية، ثم بادر الحشد الشعبي للهجوم على مواقع داعش، وحقق انتصارات مذهلة، وبزمن قياسي.

عاد الطابور الخامس للنباح، ضد المرجعية الصالحة، وضد الحشد الشعبي المبارك، عسى إن يفعل شيء ما، يرضي أسياده، ويحقق له راحة لنفسه المريضة، المتشبعة بالحقد على أهل الصلاح، لكن هيهات إن يظفر بشيء، فالأمة ألان تملك وعي كبير، وتدرك من هو على حق، ومن يتمسك بالباطل، ولن تنطلي عليها أكاذيب قافلة المنافقين، مهما علا زعيقها.

 

في المثقف اليوم