أقلام حرة

المرجعية الدينية والرايات الحزبية

husan alrikabiلا يختلف أثنان على أن المرجع السيد السيستاني، هو الذي حفظ العراق من المنزلقات الطائفية، والحزبية، والقومية، منذ سقوط النظام البعثي عام 2003، وأستمر بنصائحه وتوجيهاته إلى القوى السياسية، من خلال منبر الجمعة في كربلاء المقدسة؛ حيث ينأى بنفسة أن يدخل بتفاصيل العملية السياسية، لكن يعلم جيداً ما يدور في أروقتها، ولذلك حذر قبل الإنتخابات النيابية من إعادة الوجوه الكالحة، التي لم تجلب الخير إلى العراق، حتى وصل الأمر إلى سقوط ثلث مساحة العراق بيد مجموعات" داعش"، وإنهيار المنظومة العسكرية..

فقد أصبح لا فائدة للنصح بعد إجتياح مناطق وأسعه غرب العراق، من قبل مجموعات داعش الإرهابية، حيث أصدر فتوى المرجع السيستاني بالجهاد الكفائي، وأمسك زمام الأمور، وقد أصبحت المرجعية الدينية هي الراعي الشرعي للحركة الجهادية، وللعراق بكل طوائفه، وقومياته، وأحزابه، ولذلك أستمرت بتوجيهاتها إلى الفصائل المجاهدة" الحشد الشعبي" من أجل غلق الأبواب أمام أصحاب المصالح الحزبية، وركوب موجة الإنتصارات الكبيرة، ويسجل موقف هنا، أو هناك من أجل إعادة ماء وجوههم..

عشرات التوجيهات أصدرتها المرجعية الدينية، منذ إصدار الفتوى بالجهاد الكفائي، وبعضها أعادتها أكثر من مرة لضرورتها القصوى، وهي عدم رفع أي علم يرمز إلى الحزب، أو الفصيل المقاتل، أو الطائفة؛ ولا سيما وأن ساحة المعركة في المناطق السنية، وبعض تلك المناطق في السابق أحد الحواضن لمجموعات داعش، ولذلك أرادت المرجعية أن تجمع العراقيين تحت العلم العراقي، وغلق الأفواه النتنة..

إن جهاد النفس، ونكران الذات، أحد مرتكزات العمل الجهادي، والإبتعاد عن المسميات التي تجعل المجاهدين متشظين، تحت يافطات أحزابهم، أو طوائفهم، وتجعلهم متناحرين فيما بينهم، وهذه البيانات التي تصدرها المرجعية الدينية، هي أوامر، وليست مقترحات كما عدها فريق المأزومين؛ وأصحاب نكبة" حزيران"، وستبقى وصمة عار في جبينهم، تلاحقهم مدى الحياة..

راية العراق فوق عجلات، ومقرات المقاتلين، أضافت لهم شرعية قانونية دولية، ومحلية؛ وبعد ذلك لا يمكن لأحد أن يقول ميلشيات، أو مجموعات مسلحة، أو خارج عن إطار الدولة، وأيضاً أغلقت النوافذ أمام أولئك الذين يريدون أن يعيدوا هيبتهم من جديد

في المثقف اليوم