أقلام حرة

العاصفة السعودية ومخاطرها غدا

asad abdulahخطيئة المقبور صدام، دفع لارتكابها غبائه، وسعيه لإرضاء أسياده، فمع استقرار ملكة، بالقوة والبطش، وامتلاكه لعناصر القوة، من جيش كبير، وسلاح متطور، وشعب ساكت عن ظلمه، لكن الأخطاء التاريخية تأتي فجاءه، عندها نظر إلى جاره الصغير (الكويت)، فطمع به لامتلاكه ثروة كبيرة، ليحل بها مشاكله، ودفعه سيده الكبير(أمريكا)، وزين له سوء هوسه، فدخل الكويت، وكانت بداية السقوط لصدام وزبانيته، والأذى الأكبر كان واقعا على الشعب العراقي، نتيجة تطرف المنظومة العالمية،ولم يستفد مما حصل إلا طرفين، هما أمريكا وإسرائيل،

آل سعود يتخبطون، بسبب انتكاساتهم الكثيرة، صراع داخلي حول مكاسب الحكم، بالإضافة للفشل الإقليمي، بفعل الصمود العراقي والسوري، فكانت العاصفة.

التاريخ يعيد نفسه، بصورة نظام أخر فاقد للفهم، ألا وهو نظام آل سعود، الذي تم استدراجه، إلى حفرة كبيرة من الوحل، واكل الطعم وهو منتشي، سعيد بفعلته السيئة، يتصورها نصر ورجولة، مع أنها غدر وخبث، وانساق معه بعض الخائفين، على مصير حكمهم، نتيجة الفوضى الكبيرة التي تحيط بالمنطقة، الضوء الأخضر من اوباما، جعل حلف السعودية يسرع بالضربات، من دون رؤية للمستقبل كيف سيكون، وهل سيكون جميلا للسعوديين؟

يمكن تحلل ما جرى من أكثر من جانب، بحسب الأهمية والتأثير، إلى عدد من المحاور:

أولا: أن الذي حصل جريمة سعودية، لان ما يحصل في اليمن، شان داخلي، اختلاف داخلي حول أمور الحكم، ويمكن أن يساعد السعوديون والمصريون وباقي المشايخ، عبر الدفع للحوار، للتوصل لحل، لكن أن تتم غارات جوية ضد طرف معين، وبمساندة عربية غريبة، لان الفعل السعودي طائش وبعيد عن الأعراف الدولية، فهل أصبح النفط يعطي الحق لمشايخ الخليج، لتعيث فسادا بدول المنطقة؟ ولماذا لم يكن هذا الموقف ضد جبهة النصر في سوريا، وضد داعش في العراق، أنها ازدواجية مشايخ النفط.

ثانيا: اليمن ليست يمن الأمس، فاليوم حرب السعودية وحلفائها، موجه ضد الحوثيون، وهي جماعة منظمة، دوافع بنائها عقائدية، لذا ستزداد قوة، كلما زادت ضربات الأعداء، خصوصا أن أعدائها يمثلون محور الشر، مما يزيد من ثباتها وقوتها، فحرب اليمن سترسخ وجود الحوثيون، وتنقلب نتائجها عكسيا، لذا خيار الحرب السعودي ستحول لعامل قوة للحوثيون.

ثالثا: السعودية اليوم تمر بأسوأ أوقاتها الاقتصادية، بسبب صرفها مبالغ كبيرة، لدعم الجماعات الإرهابية، في العراق وسوريا ولبنان، حسب أوامر القوى العالمية إلى آل سعود، لتنفيذ دورها في عملية تدمير المنطقة، حيث كلفتها مبالغ كبيرة جدا، بالإضافة لصفقات التسلح الإجبارية، التي تلزم المشايخ النفط، بشراء السلاح الغربي وتكديسه في المخازن، ومن جهة أخرى انخفاض أسعار النفط، نتيجة الدفع الغربي بمشايخ الخليج، لتخفيض السعر، عبر إغراق السوق العالمية، مما يعني صعوبة دخولها حرب جديدة، نتيجة ارتفاع الضغط الاقتصادي.

رابعا: السعودية تحس أنها خسرت معاركها أمام إيران، في العراق وسوريا ولبنان، لذا هي تشرع في تحقيق مكسب واحد، مقابل سلسلة الهزائم، يعيد لها ماء الوجه، ويعطي صورة أن القيادة السعودية الجديدة، قادمة بأشياء جديدة، لذا تسعى لفتح جبهة اليمن بشكل مباشر، مع أنها ستكلفها الكثير، حيث ستكون أمام أكثر من تحد، لان الأمر سوف لن يحسم بضربات جوية، وهي لا تقدر على حرب برية، لان جيشها يشبه المليشيات، كل جزء منه يعود لمشيخة معينة، والصراع الداخلي حول الزعامة، يتدخل في كيفية المشاركة.

كل هذا الأمور، تدفعنا لاعتبار ما قامت به السعودية خطيئة كبيرة، ستهدد حكمها، ولن تبقى النار بعيدة عن قصورهم.

 

في المثقف اليوم