أقلام حرة

القوى الصامتة تحرر العراق

husan alrikabiإعمل بصمت، ودع عملك يتكلم، هكذا قالها المثل العربي، ولا سيما وأن العمل الجهادي يتطلب من المجاهد أن يتحلى بالصبر، والحكمة، والثبات، وسعة الأفق، ونكران الذات، والعرض عن ملذات الدنيا، ومطامعها، وزخرفها؛ من أجل الظفر بالنصر، أو الشهادة، وجهاد النفس هو الجهاد الأكبر، كما وصفة النبي الكريم، عندما عاد من أحد غزواته، قال رجعنا من الجهاد الأصغر، وعليكم بالجهاد الأكبر، قيل وما هو الجهاد الأكبر، قال جهاد النفس، وكبحها عن شهوات الدنيا، وعرضها عن المحرمات، ونكران الذات..

يبدو إن العمل الجهادي لا يقتصر على حمل السلاح، ومقاتلة العدو فحسب، وإنما يبدي بصيانة النفس، وتهذيبها من مغريات الحياة الأمارة بالسوء، والعجب بهيبة الأتباع، وحب الذات، وبريق السلطة، وهيبة الكرسي، ولذلك نرى بعد فتوى المرجعية الدينية في النجف الأشرف بالجهاد الكفائي ضد قوى التكفير، والظلام" داعش"؛ حيث رئينا معظم الفصائل الشيعية تحلت بجهاد النفس، وعرضت عن الدنيا، وزينتها، وبدأت تعمل كخلية نحل، وتسجل الإنتصارات، تلو الإنتصارات، ولا يهمها بريق الاعلام..

هذا الصمت الرهيب من قوى تمتلك العدة، والعدد، ولديها القدرة على رد الصاع صاعين كما يقال، أغاضت أصحاب مقولة الضرب بيد من" حديد" هذه اليد الحديدية التي سلمت ثلث مساحة العراق إلى داعش، وإنهيار المنظومة الأمنية، وتشظية الكابينة السياسية العراقية، وقطعت أواصر الثقة بين المكونات، والطوائف، وعاش العراق في عزلة سياسية محلية، وإقليمية، ودولية؛ بسبب طيش اليد الحديدية كما يزعمون..

هذه الفصائل الصامتة" إعلامياً"، والتي أسماها مراهقي السياسة الإنبطاحية، وصب زيت غضبه عليها، وسخر ماكنته الإعلامية بالتشويه، والتضليل على منجزاتها، وحكمتها العالية، التي قادة الأمور بأعلى درجات الإنضباط، بعيده عن الطيش، والمراهقة بالقرار، ورسمة في تاريخها أروع صور التضحية، والأخلاق، ومثلة الوجه المشرق، والحقيقي للمرجعية الدينية، وجهاد بن أبي طالب( عليه السلام)..

إن الفصائل التي أسماها الفاشلون" الإنبطاحية" هي الفصائل التابعة إلى المرجعية الدينية، وفي مقدمتهم اللواء التابع إلى الحضرتين الحسينية، والعباسية، واللواء التباع إلى الحضرة الحيدرية، وسرايا عشوراء، ولواء العقيدة، وسرايا الجهاد؛ هذه الفصائل هي من أعطت مفاتيح النصر في أمرلي، وجرف النصر، وتكريت، ومناطق اخرى..

هذا الصمت، والعمل الكبير على أرض الواقع، أعطى رساله وأضحة إلى اولئك المراهقين، وإجبارهم على الرضوخ إلى الحقيقة، وإعترافهم بالعمل الكبير التي تقوم به هذه الفصائل، ولا يمكن حجبها بغربال

في المثقف اليوم