أقلام حرة

الزمن حركة فيزيائية تحكمها ثلاثة مدارات

akeel alabodالزمن حركة فيزيائية تحكمها ثلاثة مدارات: حس، وعقل، ووجدان. اما الحس فهو مقولة متغيرة مركبة من ماض وحاضر ومستقبل، هذا التغير له علاقة بواقع ومؤثرات اجتماعية واقتصادية وديني-سياسية، وكل واحدة من هذه المؤثرات تتناغم فيما بينها بحسب نظام هذه الحركة، باعتبارها تشكل أمرا وقضية لا يمكن فصلها عن الاخرى، فأمور المجتمعات لا يمكن مناقشتها بمعزل عن السياسة والدين والاقتصاد، وهذا يحتاج الى عقل قادر لان يستوعب علاقة التكامل الاجتماعي والاقتصادي والسيا-ديني لكي يلبي مطالب الجماهير.

هنا حيث يدخل موضوع السياسة مع الدين، يترتب على القدوة، اي القائد ان يكون ملما بشروط وآليات التطور الذي يفرضه نظام الحاجة الاجتماعي والاقتصادي على أساس ان المجتمع كيان متغير والإنسان وحدة لها علاقة مصيرية مع هذا الكيان، فمصير الفرد جزء لا يتجزأ من هذا الذي نسميه وجدانا. ان الانسان الذي يلد من رحم مجتمعه تلد معه طبيعته الوجدانية وتنمو معها لغة المشاعر والأحاسيس، بيد ان الطبيعة الوجدانية للفرد متلازمة مع طبيعته الاجتماعية الاولى، فالفرد يلد وهو محكوم بلغة الجينات التي تقررها الطبيعة الوراثية السايكولوجية المرتبطة مع العائلة، لتكتسب طبيعة جديدة من خلال تعاملها مع الآخرين عبر الحس والعقل. هنا يكون السؤال ما هو مدى تغيير هذه الطبيعة التي تسمى الوجدان وهو المدار الثالث لفيزياء الزمن، وهل نقدر ان نخلق او نتحكم بإعادة بناء المجتمعات وفقا لفيزياء هذه الحركة المتوالية للنفس الانسانية؟        

في المثقف اليوم