أقلام حرة

الإستهتار الديني!!

MM80رجل مستهتر: لا يبالي ما قيل فيه ولا ما قيل له ولا ما شتم به.

واستهتر فلان، إذا كان كثير الأباطيل

و"هم الذين استهتروا بذكر الله"

الإستهتار الديني سلوك قبيح بشع شنيع، يتسبب في دمار الحياة وتحطيم أركان الوجود الإنساني في المكان الذي يقع فيه.

وقد عانت البشرية منه على مر الأزمان وفي مختلف الديانات، وما نجت منه ديانة واحدة منذ عصور ما قبل التأريخ وحتى اليوم، فعندما بدأت الأديان تظهر في المجتمعات تحولت إلى قوة لإستعباد الكثرة وحصر سلطتها وقوتها ومنطلقاتها بالقلة، التي تتسيد على الآخرين وتسخرهم لغاياتها ومطامعها ورغباتها الظاهرة والخفية، وكانت المعابد ميادين إستباحة للحريات ومواطن إسترقاق للبشر، وفيها إقترف المستهترون بالدين البشائع والخطايا والآثام التي يندى لها جبين التأريخ.

فلكل خطيئة ما يسوغها ويبريئ مقترفها، بل ويكرمه ويوهمه بأنه بما يقوم به من الرزايا، إنما سيكون أكثر قربا إلى ربه المرسوم في مخيلته وعلى هواه، فينسى بأنه ربّ نفسه، ويتحرر من مسؤولية ما يقوم به ويلقيها على قميص الرب المتصور، والذي تم إيهامه به وأخذه إلى حيث يريد المستثمرون بمآثمه، وهو في غفلة وتنويم مروّع.

وما يحصل في المجتمعات المنكوبة بالمدّعين بالدين، إنما هو إستهتار فاضح بكل ما يمت للدين الذي يدعونه، وما يقوم به المُعبئون نفسيا وعاطفيا من قبائح وشنائع، يكون بأمرٍ من أئمة الإستهتار بالقيم والمبادئ والأخلاق والمعايير الدينية، التي تذبح ما يمت بصلة للدين على مقصلة البشائع التي يتم إقترافها بإسم الدين.

فأي دين هذا الذي يتسيّد فيه المستهترون، فينتهكون الحقوق والحرمات والأعراض ويرتكبون الجرائم ضد الإنسانية، وأئمتهم عنهم صاغرون بل ومهللون، وفي داخلم أفياض فرح وسعادة يكتمون.

إن للإستهتار بالدين ثمن، تحدده محكمة المقادير، ولن ينجو آثم من قوانين المحكمة الربانية الكونية، التي تحاسب كل آثم على ما إقترفه وهو في دنياه، ولن تؤجل ذلك كما يتصور المتوهمون، فعقاب رب الأكوان والمخلوقات والعباد واقع وصارم وحتمي، وإلا لما تواصلت الحياة ودارت الأرض.

"أللهم إني أعوذ بك أن أكون من المستهترين"

فالإستهتار بالدين طاعون الدين مهما توهم الغافلون!!

 

د-صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم