أقلام حرة

دائرة أحقاد مفرغة!!

MM80لن تقوم قائمة لأي مجتمع إذا تواصلت الأمور فيه محكومة من قبل الذين أعمتهم أحقادهم وألغت بصائرهم وحولتهم إلى آلات إنتقامية لا غير!!

لا يمكن لمجتمع أن يعرف الحياة ويذوق طعم الراحة والأمل إذا تحكم به ذوي العاهات النفسية والشخصية والعقلية.

فهل تبني الأحقاد أم تخرّب؟

وهل إلى غير الدمار يسعى الإنتقام؟

المجتمعات التي تدور في دوامة كهذه تحفر لنفسها حفرة وتطمر نفسها فيها، لأن هذا ما تفعله وهي في عمى الغفلة، وسَوْرة العواطف المستعرة التي تعصف فيها، وتهب عليها من جميع الجهات، وتفترسها إفتراسا شرسا.

ويساهم في هذا السلوك الإنقراضي جميع الذين يتوهمون بأنهم على حق، وما هم إلا ينفذون مناهج البطلان والخسران، لأنهم يعيشون في أماكن وأزمنة إفتراضية، ويترجمون أوهامهم وتصوراتهم العليلة، وهم لا يشعرون.

ولهذا فأن هذه المجتمعات لن تتعافى مادامت منابع الأوبئة مستوطنة فيها، وتساندها قوى ذات قدرات شرور ونوازع إنتقامية تعزز السلوكيات الموجهة، وفقا لبوصلة الأحقاد والبغضاء والكراهية.

والقيادات في جميع المجتمعات وعلى مر العصور تتيقظ وتتحذر من هذا السلوك وتتحفز بقوة شديدة لقبره في مهده، وحتى في زمن ما يسمى بالجاهلية، كانت العرب تتوقى منه وتحذره، ولم تحصل إلا بضعة نزاعات ذات طابع كهذا، كما في حروب داحس والغبراء والبسوس، لكن حكماء العرب نهضوا لها وأطفؤا وقيدها.

أما أن يحصل هذا في مجتمع وفي القرن الحادي والعشرين، فأن العاهة وخيمة ومقيمة في عقول ونفوس وأرواح المدّعين بالسياسة، وما هم إلا مرضى بحاجة لمصحات نفسية ومستشفيات عقلية، لتخليص المجتمع من أوهامهم وهلاوسهم الجمعية والفردية.

وتلك مصيبة مجتمع ينزف دمه وروحه وعروبته وتأريخه ودينه في آبار الهذيان والخسران، وأصحابه سكارى يخمور العمَهْ الأكبر!!

فهل من شفاء ودواء يا أولي الألباب؟!!

 

د-صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم