أقلام حرة

داعش والبعث وجهان لعملة واحدة

goma abdulahلا اضيف بدعة جديدة وغريبة، بما هو مخفي ومستور تحت جنح الظلام. عن العلاقة الوثيقة والمترابطة والمتلاحمة، بالزواج الكاثوليكي الى الابد، بين داعش والبعث، لانهما من رحم واحد، من الام الفاشية والشوفينية القومية. وانها مسألة تبادل الادوار فرضت عليهم بحكم الظروف والتطورات الجديدة على الساحة السياسية، واصبحت من المقتضيات المستجدة، التي تتحكم بالمواقف والتعامل السياسي، التي فرضت نفسها بقوة على المشهد السياسي، مباشرة بعد سقوط الحقبة البعثية، التي سببت الانشطار الكبير في صفوف حزب البعث، حيث انقسم الى شطرين . الشطر الاول توجه الى الاحزاب الاسلامية، واستقبلته بالاحضان والترحيب والثناء الكبير، ليس كخيمة تحميهم من عواقب الزمن الغادر، كمظلة امان واستقرار نفسي وحياتي، وانما فتح الطريق وافساح لهم المجال بكل احترام لتسلق على القيادة هذه الاحزاب وتسلم المهمات والمناصب الرفيعة في الحكومات المتعاقبة وفي البرلمان، وفي الادرة والتوجيه والتطويع هذه الاحزاب الاسلامية، بان تكون تحت وصاياتهم وتوجيهاتهم واشرافهم، وتحت رحمة مشيئتهم، وحتى اصبح هؤلاء الاسلامين الجدد رفاق البعث اكثر اسلامية واكثر تعلقا بالدين والطائفة، اكثر من الطائفي القح، مما اصبحوا عقبة حقيقية وحجرة عثرة، في تطوير العملية السياسية في الاتجاه الصحيح في معالجة التركة البعثية الثقيلة، بالاصلاحات الشاملة التي تخدم الشعب والوطن، ونجحوا نجاحاً باهراً في تعطيل المسار السياسي نحو الديموقراطية . ان هذه الاحزاب الاسلامية ارتكبت خطأ ستراتيجي شنيع وفادح، في السماح للعناصر البعثية في الانخراط وتولي مسؤوليات القيادة والقرار السياسي، رغم ان الاكثرية من هؤلاء اتباع البعث، ايديهم ملطخة بالدماء والاجرام، وان تاريخهم اسود بالجرائم البشعة، لكن مدرسة البعث خبيرة بالامتياز كبير في تغيير وتلوين الجلود كالافعى الحرباء، وطبطبة الاكتاف بالنفاق والمخادعة، التي اثمرت بحصولهم على صكوك الغفران وبرائة الذمة، ويعني فقدان الفرصة التاريخية، لتعويض الاكثرية من الشعب المظلوم، بالانصاف ورفع الحرمان، والحياة الباسمة بعد احزان واهوال البعث التي استمرت لاكثر من ثلاثة عقود عجاف . وفقد نظام الحكم الجديد من ان يكون البديل والمناسب على انقاض حقبة البعث، قد ساهموا هؤلاء اتباع البعث، بكل براعة وعنفوان في دفع العراق الى انفاق، الارهاب الدموي والفساد المالي، وهكذا العراق وقع من جديد في الفخ البعثي .... اما الشطر الثاني من رفاق البعث، انضمت الى العصابات الارهابية من القاعدة الى داعش وتوبعهما وفروعهما،، واصبحت حقيقة يعرفها الداني والقاصي ولا تخفي على الجميع، بان جميع قيادات داعش، هم من الضباط السابقين من الجيش العراقي، ومن اجهزته الامنية والقمعية والحزبية، وان داعش هي البعث الجديد والقديم . لذلك هناك حقيقة لايمكن ان يغفلها الواقع السياسي وتجربة اكثر من عقد كامل من السنيين، بان كلا الشطرين للبعث، سواء تحت لافتة الاحزاب الاسلامية، او تحت لافتة داعش وتوبعه، بانهم يلتقون بهدف مشترك، في الهدم وسفك الدماء وتخريب العراق حجرا على حجر، لان قائدهم الاوحد، صرح ذات يوم بالتهديد والوعيد، بان من يفكر في استلام الحكم، سيجد العراق حفنة من تراب، وهذا ما يزكي مقولته الخطيرة آنذاك، واقع العراق اليوم، الذي يتجسد على الواقع الفعلي، الكوارث والخراب وانهار الدم والقتل على الهوية، والذبح اليومي والموت المجاني، ان ما يمر به العراق من دمار، هو مخطط مدروس بدقة وعناية، وتخريب معمد ومقصود من كلا الطرفين من الرفاق القائد (ابو الحفر)، وبادخال العراق في غرفة العمليات الطائفية وغشاوتها التي تحجب الرؤية والعقل والتعقل، هذا المرض السرطاني الخبيث، بان اصبح الفرد العراقي مشلول بمورفين الطائفية، والشحن الطائفي، بشحنات الماكنة البعثية، التي تغلغلت الى الاعماق، وباتت امر مسلم بها، والتي فتحت الابواب،بان يصبح العراق حاضنة للفاسدين واللصوص والحرامية . في نهب الحرث والنسل، تحت مظلة الطائفية، التي تمنع عنهم اتخاذ الاجراءات ضدهم في المحاسبة والمسائلة والعقاب، لان الطائفية تقف حائلاً بكل قوة وعنفوان، في الدفاع المستميت عن هؤلاء الفاسدين سراق خيرات الشعب، واصبحوا وباء مخيف ومرعب، قابل للاشتعال، حتى يتحول العراق حفنة من التراب

 

جمعة عبدالله

في المثقف اليوم