أقلام حرة

حسابات ختامية

mohanad kzarالجرائم كانت كفيلة بتحديد هوية المولود الجديد، الذي أستطاع إن يحقق جملة من المكتسبات التي لم يحققها أحد، وفي فترة قياسية بسيطة، القاعدة منذ احتلال افغانستان من قبل روسيا في عشية ليلة الميلاد من عام 1979، وحتى نهاية عام 2014، لم تنجز شيئ بالنسبة لهذا المولود، الذي لا يوجد في قاموسه شيء يحده الاخلاق أو القانون.

أنتج ما يعرف بداعش الكثير من المشاكل في المنطقة، حتى أصبحت موضوعة السيادة مهددة في ظل الاجواء الجديدة، ومواجهة هذه العصابات من قبل الدولة المستهدفة أصبح صعباً، من دون اي تحالفات دولية أو إقليمية، وهذه التحالفات تتحكم بها المصالح الشخصية التي قد تكون معلنة او غير معلنة في بعض الاحيان .

تحرير تكريت، كان هو الهدف المتبقي من أهداف عمليات (لبيك يارسول الله)، بعد الانتصارات التي حققها أبناء القوات الامنية والحشد الشعبي، وقد تباينت أسباب تأخير تحريرها من هذه العصابات، بين التحصينات وتفخيخ المنازل والشوارع والتي تحتاج الى جهد هندسي كبير، وبين الضغوطات الاميركية التي تراقب بخبث، نمو الدور الايراني في المنطقة ودورها ودعمها للقوات الامنية في هذه العمليات، وإن الانتصار من دونها سوف يضعها في خانة ضيقة.

الحسابات في هذه العمليات والعمليات القادمة، يجب ان تكون نهائية، وذات نتائج ملموسة على أرض الواقع، لان مستقبل عمليات تحرير الموصل والانبار، كانت تعتمد كلياً على نتائج هذه المعركة، والتي لم تتحقق من دون تظافر جهود ومشاركة جميع قوى الحشد الشعبي التي لبت نداء المرجعية، ومشاركة وعدم مقاطعة أو تأخير اي طرف من أطراف المقاومة الشريفة .

مراجعة الاولويات والمستجدات على الساحة، يكون بعد تحقيق النصر في كلً من الصينية والفتحة والشرقاط، والوقوف على خط الشروع لهجوم الموصل الذي ينتظره الجميع، مما سيطمن الشارع العراقي على قدرة القوات الامنية والحشد الشعبي باجتياز مرحلة فرض الوجود، التي نحن بحاجة اليها في ظل حرب الجغرافية التي بدأت بوادرها بالظهور والتي لا تستثني أي بلد، ما لم يكن موحداً وقوياً في مواجهة هذه المستجدات، وأن السرعة والمشاركة الفاعلة هي من ترسم مستقبل البلد القادم، الذي نتطلع أن يكون أكثر نوراً في الايام القادمة .

 

في المثقف اليوم