أقلام حرة

الشهيد محمد باقر الصدر شهيد الحرية والتغيير والاصلاح

MM80المعروف جيدا ان ظهور الشهيد محمد صادق الصدر كان بمثابة نور حررت العقول وقوة دفعت الجماهير الى الامام الى التحدي رغم ما واجه من مصاعب معقدة و ظروف قاسية ونظام ظلامي متوحش وجهات معادية له ولدعوته الصادقة النيرة ليست على مستوى العراق بل على مستوى خارج العراق وعلى رأسها ال سعود ودينهم الوهابي الظلامي الارهابي

ومع ذلك استطاع ان يؤسس قاعدة صلبة وقوة جماهرية واسعة تمكنت من ابراز صوت الحرية   والتحدي وحماية شعلة النور التي اشعلها ان تستمر في التوهج بل ويزداد ويتسع توهجها بمرور الزمن المؤسف ان هذه الشعلة كثر حولها المتاجرون والمزايدون والذين وجدوا في رفعها وسيلة للثراء والنفوذ بل انهم وجدوا في رفعها وسيلة لاخفاء فسادهم وموبقاتهم وخداع وتضليل الناس للصعود على اكتافهم ومن ثم سرقتهم وذبحهم ان رفضوا ذلك

فهذا الاستمرار في توجه شعلة النور التي اججها بدمه الطاهر وروحه الزكية لا يرجع الى اولئك المتاجرون والمزايدون بل يعود الى اولئك الشباب الذين يبحثون عن العدالة والمساوات عن القيم الانسانية

يبحثون عن مسئولين لا يهتمون بالحكم ولا يهمهم المال والنفوذ فالحكم   ورئاسة الحكم لا قيمة لهما ولا ثمن حتى لا قيمة نعل قديم ممزق اذا لم يقم حقا ويزال ظلما وهذه هي صرخة الامام علي من قبل لهذا كان الامام علي صرخة كل مظلوم وكلمة كل مسروق ومحروم وصيحة كل انسان حر في كل مكان وفي كل زمان ومن كل الاقوام والالوان

من هذا المنطلق انطلق الشهيد الصدر لهذا استطاع الشهيد محمد باقر الصدر ان ينير عقول الجماهير ويدفعها الى التضحية الى نكران الذات بكل فئاتها وطوائفها ومختلف اتجاهاتها الفكرية حيث وجدت في افكاره الطريق الصحيح الذي يوصل لبناء عراق حر ديمقراطي يضمن للعراقيين جميعا المساوات في الحقوق والواجبات ويضمن لهم جميعا حرية الرأي والعقيدة

طبعا هذا يعود لاسباب عديدة

اولا انطلق الشهيد محمد باقر الصدر من احترام كل الاراء وكل التوجهات المختلفة التي تحترم الحياة والانسان ولم ينطلق من حقد او كراهية لاي فكر او رأي او وجهة نظر او مذهب او دين بل رأى الجميع صحيحة ويجب ان تحترم ومن الطبيعي لكل شعب مستوى معين من الثقافة والوعي

ثانيا شغفه وحبه الشديد   للمعرفة والاطلاع على كل الافكار والتوجهات والفلسفات المختلفة بروح المتعطش لمعرفة الحقيقة لا بروح الكره والحقد

فكان يرى ان الافكار لا تتصارع بل انها تتلاحق ومن هذا التلاحق تولد افكار جديدة لهذا نرى الانسان كلما اطلع على اكبر عدد من الافكار المتضاربة والمختلفة كلما انتج افكار اكثر صحة واكثر استقامة لهذا اعطى للاسلام صورته الحقيقية وصوته الصادق على خلاف بعض رجال الدين الذين شوهوا صورته وصوته الذين طمروا انفسهم في الخرافات والاساطير فخمدوا شعلة الاسلام

لهذا فان استشهاد محمد باقر الصدر مصيبة هزت الفكر والمفكرين والثقافة والمثقفين فكان خسارة كبير للعراقيين والعرب والمسلمين والناس اجمعين خاصة وانه في بداية عطائه الفكري وتأجج عقله النير الحر المتحرر

فكان الكثير من الشباب الغير ملتزمين بالطقوس الدينية المعروفة من الذين يطلق عليهم بالعلمانيين واليساريين كانوا من المؤيدين والمناصرين والمتحمسين لدعوته الانسانية والوقوف معه في محنته فاق الكثير من الذين يؤدون الطقوس الدينية بل بعضهم قرر   انقاذه باي طريقة خاصة عندما صمم النظام على قتله

فالشهيد محمد باقر الصدر خاض معركة ثقافية ليس من اجل تغيير النظام الظلامي الصدامي فقط بل من اجل تغيير وعي الجماهير من اجل تحرير عقلها من الظلام والخوف كيف يغير النظام والجماهير تعيش في جهل وظلام

لهذا نزل الى الجماهير   وانطلق من مستواها ثم رفع وعيها لم يفرض فكرا ولا وجهة نظر معين لكنه انطلق من مستواها

ليت المثقفين العراقيين من كل الاتجاهات والتوجهات يتعلموا من تجربة السيد محمد باقر الصدر و يتوجهوا اولا الى الناس الى الجماهير المليونية ويخرجوا من دائرة النخبة بعد الاتفاق على الخطوط العامة اي وضع خطة برنامج نهج ويتحركوا بموجبه   والنزول الى الناس والانطلاق من مستواهم ثم البدء برفع مستوى الناس تدرجيا

حيث اثبت ان انطلاق المثقفين من بروجهم العالية ومخاطبة الجماهير بعبارات وجمل لا يفهموها فكانت تجربة فاشلة بل كانت مصدر شر وخطر على الثقافة وعلى الجماهير فلا الجماهير تصعد اليهم ولا افكارهم تؤثر وهكذا لم تنتج اي حركة مفيدة بل كانت سببا في خلق العنف والارهاب

لهذا نهيب بكل الواعيين والمدركين للمرحلة التي نعيشها ومستوى الشعب ان يلتفوا حول محمد باقر الصدر حول فكره من اجل ان لا تخمد شعلته التي اشعلها من اجل رفع مستوى الشعب الفكري والعقلي وانتقاله الى مرحلة ارقى

اياكم والقفز على الواقع او حرقه او التجاوز عليه فكل ذلك ليس في صالح المرحلة وليس في صالحكم

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم