أقلام حرة

رؤية حول زيارة ألعبادي لواشنطن

asad abdulahالتواصل مع دول العالم ضروري للعراق، لخلق فرص للتعاون، وإمكانية المشاركة في حل الأزمات، وتأتي زيارة ألعبادي لواشنطن، في وقت حرج، نتيجة أوضاع المنطقة المشتعلة، والظرف الاقتصادي الصعب، بالإضافة بالتأكيد على مسؤولية أمريكا اتجاه العراق، لأنها مرتبطة معنا بمعاهدة، وبنود تطالبها بالمساعدة والدعم والأعمار والتسليح، لذلك تشكل الزيارة حدثا هاماً، ننتظر منها إن تفتح بعض الأبواب المغلقة، وتشكل نقطة انطلاق حقيقية للمستقبل.

هناك ملفات عديدة، ممكن أن تشكل أساس زيارة ألعبادي لواشنطن، وهنا نتناول المطالب الأهم التي يجب أن ينطلق باتجاهها ألعبادي.

أهمية الدعم الجوي، بشرط إن تكون العمليات بمهنية اكبر، فالعراق مقبل على معركتين كبيرتين، وهما معركتي الفلوجة والموصل، وستكونان من دون تدخل الحشد الشعبي، بحسب اشتراطات الإخوة الأعداء، مما يعني تحقيق مطلب أمريكا الخبيث، بتحييد الحشد الشعبي، وبالتالي يجب إن يطالب ألعبادي بمقابل، وهو الدعم الجوي الأمريكي الحقيقي، بحيث يحقق اثر واضح على الأرض، كما حصل سابقا، وتم إسقاط أقوى نظام بالمنطقة، بفعل الضربات الجوية المركزة، فاليوم نطالب بضرب داعش، وهو مجرد تنظيم فتي، ليس بقوة نظام صادم.

ملف تسليح الجيش العراقي، يجب أن يكون أولوية، خصوصا إننا اليوم نعيش حرب مع الإرهاب، والحاجة قصوى للحصول على طائرات حربية حديثة، لكن فكرة استقطاب طيارين أمريكان مع الطائرات( أباتشي)، كما حصل من تسريبات لمسئول عراقي كبير لرويترز، هي الأكثر غرابة، فلا يمكن ضمان تحصيل الهدف من الشراء مع تواجد طيارين غير موالين للحكومة، والأمريكان ليسوا موالين للعراق، إنما لمصالحهم فقط.

الأفكار حول التسليح بالأجل تخدمنا ألان، للحفاظ على قدرة شرائية في مجالات أخرى، بخلاف الحكومة السابقة التي دفعت الأموال لأمريكا، من دون الحصول على الأسلحة والاعتدة المطلوبة، فأخطاء الأمس يجب إن لا تتكرر.

بالإضافة إلى السعي الجدي، للحصول على تنفيذ بنود اتفاقية الانسحاب، بالحصول الفوري على السلاح الضروري في حرب الإرهاب اليوم، والتكنولوجيا الحديثة، والتي تمكننا من الانتصار السريع، واللجوء إلى أرواق ضغط سياسة تدفع أمريكا، للوفاء بالتزاماتها اتجاه العراق، وهذا أولا يعتمد على وجود قيادة قوية، تثبت للأمريكان أنها تربط القول بالفعل.

التلويح باللجؤ إلى إيران في مجال التسليح والتدريب، إن تقاعست أمريكا بالتسليح والتدريب، مناورة مهمة وورقة رابحة، تمكن ألعبادي بالحصول على كل ما يريده من الأمريكان، لأنهم لا يريدون خسارة العراق، بالتالي سيكونون أسرع بالاستجابة لمطالبنا، مع أهمية التأكيد على الدور العراقي المهم، من خلال علاقات متوازنة مع إيران، بعيد عن الدخول في محاور، والتركيز على استقلالية القرار العراقي.

الجانب الثاني، على ألعبادي تفعيل الاتفاقيات الزراعية والصناعية مع الأمريكان، في سبيل النهوض بهذين القطاعين، بالاعتماد على التكنولوجيا والخبرة الأمريكية، ولحاجتنا الماسة لتغيير صورتنا.

ننتظر أن تثمر الزيارة عن نتائج حقيقية، تبعد عنا خيبة المالكي بالأمس، فالوضع حرج ولا يتحمل خسارة جديدة.

في المثقف اليوم