أقلام حرة

فايروس الطائفية!!

MM80الإعتقاد بأنك يجب أن تسود وتتسلط وتمحق الآخر وتبيده، هو جوهر السلوك الطائفي وقوته المحركة، وأي إدّعاء غيره، إنما تمويه وخداع.

الطائفية سلوك غابي متوحش لا يختلف فيه البشر الطائفي عن أي حيوان شرس في سوح الغاب.

فالطائفي وحش بهيأة بشر.

الطائفي مفترس سابغ يبدو وكأنه بشر، فيسعى للقتل وسفك الدماء وتحقيق أعلى درجات الإبادة والإنتقام.

هذا السلوك يشترك فيه جميع البشر الذي تتجسد فيه النفس الطائفية، من أي جنس أو دين أو حزب ومعتقد، ولا فرق في هذا السلوك بين الطائفيين في أي مكان وزمان وملة ودين.

إنه سلوك واحد يرفض وجود الآخر، ويسفك الدماء ويزهق الأرواح، ويحسب أن ما يقوم به من طقوس معتقده، ومن الواجبات التي يريده ربه أن يؤديها.

وهذا الوباء الفاحش الطاعوني الطباع والنتائج ، لا يعرف الحدود ولا يمكن الوقاية منه بسهولة عندما ينطلق في أية بقعة أرضية، لأنه يمتلك قدرات الإنتشار السريع كأي مرض فايروسي في الحياة.

وعليه فأن فايروس الطائفية سيصل إلى بقاع الدنيا، ولن يعصم أيا منها عاصم مهما توهمت وتصورت، فالوباء سيجتاح الدنيا بأسرها، وما يتحقق في المجتمعات المصابة به، سينعكس بوبائية أقوى في مدن ومجتمعات العالم الأخرى.

وهذا ربما سيدفع البشرية إلى السقوط في حبائل الحرب العالمية متوهمة بأنها المخرج الذي لا بد منه، مما يعني أن الأرض على شفا دوامة القتل المروع المتواصل الشديد، حتى تهدأ نيران الطائفية، وتستعيد المخلوقات رشدها ويدرك البشر أنه من فصيلة الإنسان!!

ترى لماذا تهب هذه العواصف السلوكية بين حين وحين من القرون والعصور؟!!

 

د-صادق السامرائي

في المثقف اليوم