أقلام حرة

الرأي العام تصنعه أرض المعركة

watheq aljabiriبكاء وشموع ونهر حزين، وقصة شباب لم يمهلوا لإشعال شموع زفافهم، وتفرح بهم الأمهات، وقد إختلطت دماءهم بماء النهر.

تشير شواهد سبايكر؛ الى جريمة عظمى لا تُمحى من الذاكرة، بجنب قصور تأن تحتها أرواح؛ ظلمها حفنة من طغات التاريخ.

قدرٌ وضع العراقيون على بوابة شر التاريخ، وقبضت أكفهم على جمرة التراث الإنساني، ووقفوا كحد فاصل بين الحق والباطل؛ لمنع عربات المجرمين من تدنيس المعتقدات والمقدسات، وقدرهم أن يغمض العالم عيونه، ويشوه صورتهم الأخوة، ويقدموهم طعم للغرباء؟!

العالم غارق بإدارة المصالح والنزوات، وبترول العرب زيت لحانات الثكالى، وإبادة شعب بمنهجية؛ على أصوات المفخخات، وصرير عربات نهب الثروات، وهم يتنفسون دخان أجساد أبناءه، ويشربون ماء إختلط بدماءهم.

إعتقد العرب، أن ربيعهم كسر حواجز الخوف، وسوف يعيد للشعوب حقوقها، ولم يدركوا هياكل الدكتاتورية والطائفية المنغرسة بأفكارهم، التي توزع الموت المجاني بأموالهم، ويُحرّف الدين والمعتقدات؛ بخطط حظيظ وزرع مافيات تثير الرعب والإشمئزاز، وهي تسبح بحمامات الدماء، وخلفها ركام الخراب والجهل، وجيل من أطفال لا يعرفون آباءهم.

أصابت الشاشات الملونة العملاقة؛ شعوب كاملة بالعمى، وصار دين بعضهم إعلان تلفزيوني؛ لشيخ قبض دراهم من أحضان المومسات، وعجزنا عن تصوير أطفالنا المذبحين، ونساءنا المرملات، وقد إنشغل الإعلام العراقي؛ بتسقيط بعضه، وتُرك الجلاد يستفرد بالضحية.

إطلع 40 فناناً مصرياً على المقابر الجماعية، ومذبح الأبرياء؛ عندما زاروا سبايكر، وقد إصيبوا بصدمة حجم الكارثة، ومشاهد السقوط الإخلاقي، وإنحراف قيم داعش ووسائل الإعلام العربي، التي تروج خلاف ذلك، وطبعت في عقولهم صورة لا يمكن نسيانها.

يشارك شباب عراقيون؛ من خلال مواقع التواصل الإجتماعي؛ بطوعية وأمكانيات ذاتية، وما أن تجد صورة مقاتل أو موقف إنساني، حتى تتناقله المواقع، ويشيرون الى بعضهم، وبحركة أنشط من الإعلام الحكومي والمحلي، وشعروا أن القضية يجب؛ أن يحمل فيها جميع العراقيون سلاحهم، وواجب كل مواطن أن يشارك ولو كان بإشارة، حتى يصلون الى العالم الأعمى.

أصبح الإعلام العراقي سلعة للبيع والشراء، وصناع الرأي صاروا أدوات يصنعها الممول، وتحركها الحزبية والسلطوية؟!

لم يكن لدى الفنانين العرب سابقاَ؛ تصور عن حجم الجرائم وبشاعتها، وهذه الزيارة ستعطي إنطباع عن المظلومية، وصار لزام على وكالات الأنباء العراقية والفنانين والصحفيين والكتاب زياة المعركة، والمعايشة وتوثيق البطولات، وإستلهام الدروس من أبطال يجودون بأنفسهم، فهم اليوم من يصنع الرأي العام، وعلى الإعلام الإنصياع والتعلم من أفعالهم، ونقل الصورة للعالم بواقعية، وأن يكون للتخطيط إستراتيجية طويلة الأمد، تُعرف بقضيتنا من أرض الواقع

في المثقف اليوم