أقلام حرة

كيف تدخل التاريخ من باب العراق

mohamad thamerكن إنسانيا .. إنسانيا وكفى .. لأننا شعب شغف بالإنسانية متيم بها .. كن إنسانيا تؤثر كل العراقيين .. تستهويك رائحة الفرات .. تذوب بعمق دجلة صاخبا عصيا إلا على أحبته .. ابسط جناح إنسانيتك لكل سنة العراق وشيعته وعربه وكرده كن مثلهم مسلما ومسيحيا وصابئيا ويزيديا كن كما يكونون لأنك إنسان.

ان عظماء التاريخ ما بقروا التاريخ الا بحسهم الإنساني .. لا بعبادتهم ولا بفنهم ولا ببطولاتهم .. انما بإنسانيتهم وكلما اتسعت مسحة الإنسانية في محياهم كلما أشرقت صفحاتهم في التاريخ بيضاء مثل أيديهم ووجوههم ..

فكم عابد وكم فنان وكم رياضي وكم بطلا وكم سياسيا .. .. مات وطواه التاريخ لفقر إنسانيته لأنه لم ينسج حبائل روحه المتقدة فنا من اجل الإنسانية لم يودع في كل مكنة أُوُدعت لديه قبسا من ضياء الإنسانية .. .من اجل دعة الناس او حبهم او لأجل ان لا ينال منهم طاغ اثيم .. وكم زنيم ملئ الدنيا بطولات فارغة استوطنه التاريخ قعره .. . وكم من قلم صاغ أحرفه لرضا السلطان فمكث غير بعيد برهة ثم غدا يُذكر فيُذم وينسب الى وعاظ السلاطين وكم من فنان اجتاح الدنيا طولا وعرضا فلا يذكر الا في هوامش المتون لان فنه لا يبشر براية الإنسانية ولا تذوق طعمها وكم سياسيا حشدت له الناس اودية من الرضا واستأمنته أرواحها وأموالها ومستقبل أبنائها فما لبث ان بدى كما هو في حقيقته طائفيا عفنا ما فيه ذرة من الإنسانية فهجرته جموعه وأوقفت بذخ اصواتها اليه وما الذين يصلون ورائه الا لاستحصال رمقه الأخير ثم رميه الى المزبلة .. .. ..

اذا شأت ان تدخل التاريخ من باب العراق الفسيح فادخله ويديك بيضاء وجبينك تلوح فيه سيماء البَشر والعفو والتسامح .. .. باختصار ادخله بإنسانيتك كما دخلوه كل عظماء العراق من قبل. فباب العراق هو الإنسانية والا فهو موصد.

في المثقف اليوم