أقلام حرة

العراقي لا يصلح للحروب

MM80لو قرأنا كل تاريخ العراق العراقيين بدقة لا تضح لنا بشكل واضح وجلي انهم لا يصلحون للحروب ولا العدوان انهم اهل عقل وسلام فانهم لا يبدعون في الحروب بل انهم عرفوا بين الناس لا خبرة ولا معرفة لهم بالحروب لان الحروب من طبيعة الحيوان المتوحش وليس من طبيعة الانسان المتحضر لهذا فانهم يبدعون في السلام فهنا تتحرر عقولهم ويبدعون فانهم مصدر ومنشأ الافكار الجديدة والحركات الفكرية والسياسية ومنهم انطلقت دعوات التجديد والتغيير والاصلاح وشعل التنوير والتحرر لهذا اطلق عليهم عبارة اهل فتن وشغب اهل شقاق ونفاق فكان الطاغية معاوية ومن معه لا يخشون الا العراقيين ولا يعيرون اهميه الا لهم فعندما فكر في تعيين وتنصيب ابنه المجرم يزيد خليفة من بعده فكان مترددا خوفا من غضب المسلمين فذهب اليه الانتهازي المعروف والملفق المشهور المغيرة بن شعبة وقال له لا تخف الا من العراقيين انا اقمع واذبح اهل الكوفة وزياد يقمع ويذبح اهل البصرة وهكذا نشل اي حركة مضادة لهم وندفن اي صوت صادق اما بقية الامصار لا رأي لها ولا موقف وفعلا تجرأ الطاغية معاوية ونفذ امره لهذا نرى القوى الغازية من خارج العراق من الاعراب سواء اعراب الصحراء اعراب الجبل هدفهم اشعال نيران الحروب بكل انواعها لا شغال العراقيين في امور جانبية هامشية تحول بينهم وبين نموعقولهم ووعيهم

وهذا هو سبب تكالب القوى الظلامية والوحشية على العراق من اجل تدمير العقل العراقي واخماد اي نقطة ضوء تشع في العراق فانطلاقة العراق ونهوضه انطلاقة المنطقة ونهوضها وانكسار العراق انكسار المنطقة وتخلفها

فالعراقي بشكل عام انساني النزعة وهذه النزعة اعطته طبيعة الرحمة والحب للاخرين حتى لو كان عدوه واحترام العقل والتوجه الى العلم والعمل

لهذا فان العراق تعرض لهجمات ظلامية واسعة عديدة من قبل اعراب الجبل واعراب الصحرا ء في مراحل تاريخه المختلفة وحتى عصرنا كان هدفهم جميعا هو اعادة العراقي الى مرحلة الحيوان ولكن العراقي بشكل عام لم يستسلم لهذا الامر

فكلما حاول العراق النهوض والتطور والتوجه الى العلم والعمل الى البناء تبدأ عليه هجمة ظلامية متوحشة من جهات عديدة فتعيق حركته وتشلها وبالتالي تمنعه من اي حركة فاي نظرة موضوعية للتاريخ لاتضح لك ذلك بصورة واضحة ولنأخذ حالتين حالة ثورة تموز عام 1958 وحالة يوم الحرية والتحرير 2003

فالشعب العراقي بعد ثورة 14 تموز عام 1958 بدا في لم شمله والتوجه لبناء نفسه ووطنه فهبت عليه عاصفة صفراء جمعت كل اعدائه من قومجين ووهابين وكل اهل الجاهلية العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها ال سعود وتمكنوا من وقف حركة الشعب العراقي واخماد شعلته في يوم اسود يوم 8 شباط 1963 واستطاعوا ان يدخلوا العراق والعراقيين في فترة مظلمة متوحشة حتى 8- 4- 2003 في هذا اليوم تبدد الظلام وقبر الظالمين واشرقت شمس الحرية على العراق والعراقيين وتحررت عقول العراقيين

فشعر اعداء العراق بالخطر فلابد من القضاء على هذا الخطر اي القضاء على العراق الجديد اي على العملية السياسية السلمية اي على الديمقراطية والتعددية التي اختارها فهذه امور ليست من عاداتنا وتقاليدنا انها من عادات الغرب الكافر لهذا فالعراقيون كافرون وما جزاء الكافر

طبعا ذبحه واسر زوجته واغتصابها وبيعها ونهب امواله فاصدروا الفتاوى التي تجيز ذلك وقالوا من يريد دخول الجنة واللقاء بالرسول معاوية والرب ابوسفيان يذهب الى العراق فباب الجنة في العراق ولا يفتح الا بذبح عشرة عراقيين واغتصاب عشر عراقيات وتفجير عشرة مساجد منازل اضرحة

وهرولت الكلاب الوهابية من كل شارع وساحة ومدينة متوجهة الى العراق حيث استقبلوا من قبل الكلاب الصدامية بعد ان اعتنقوا الدين الوهابي قيل ان صدام امرهم واوصاهم اذا قبر فربهم ال سعود حيث اسرعوا ونفذوا الوصية

ومنذ ذلك الوقت وهم يذبحون ويغتصبون ويفجرون ويدمرون

ومع ذلك فالعراقيون ردهم لا يزال عقلاني حضاري متمسكون بالقيم والمبادئ الانسانية

لا يبدءون في قتال لا يجهزون على جريح لا يتبعون هارب

رغم الهجمة الظلامية الكبيرة والواسعة على العراق والعراقيين التي جمعت كل الحاقدين والمجرمين وكل حقدهم وكل اجرامهم في كل التاريخ الا اني على يقين بنصر العراقيين وتبديد ظلام الظالمين وازالة حقد الحاقدين

لاول مرة يتوحد العراقيون جميعا حول قوة واحدة هي قوة الحشد الشعبي وتحت زعامة واحدة هي المرجعية الدينية العليا بزعامة الامام السيستاني وتوجهوا جميعا للدفاع عن القيم الانسانية السامية عن الحياة الحرة الكريمة

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم