أقلام حرة

التطرف وخزعبلات التكفير

mohanad kzarأنطلقت بعض الحركات من منطلق ديني، أتخذت قوتها من أفكار ورؤى وتحليلات جاء بها أشخاص أمثال أبن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب، منظري ومؤسسي أكبر الحركات دموية وجدت على وجه الكرة الارضية.

بداية القرن التاسع عشر شهد هجوم الحركة الوهابية على مدينة كربلاء، حيث جرت عمليات قتل وذبح، بأبعد مدى من القسوة، وملاحقة اهالي المدينة الهاربين على وجوههم، في الازقة، وكان من بين القتلى المئات من الاطفال والنساء.

كانت الاصوات تتعالى " أقتلوا الشيعة، أقطعوا رؤوس الكفار "، هذه الاحداث أشغلت العقول وأخذت حيزاً كبيراً في التاريخ الحديث، ها هي اليوم تعود الى الواجهة من جديد، وأنتهاكها لجميع القيم الانسانية.

تنظمت هذه الحركات، بشكل واضح بعد أحتلال أفغانستان من قبل روسيا عام 1979، حيث ظهرت ماتعرف بالقاعدة، التي كان هدفها أنذاك تحرير البلاد من الاحتلال الروسي، لكنها سرعان ماتحولت الى الافكار التطرفية.

عملت هذه الحركات على أستقطاب الفقراء والمحرومين والمجرمين، الذين أنظموا من أجل التكفير عن ذنوبهم وجرائمهم التي أرتكبوها في حياتهم، من خلال ذبح وحرق الكفار؛! الذين لا يدينون بدين أبن تيمية وأبن عبد الوهاب .

أنتشرت هذه الحركات في أغلب دول العالم الاسلامي، مستغلة عوامل الضعف الاقتصادي في تلك البلدان، حتى تشعبت وتفرعت لحركات وتسميات عديدة، منها أنصار الشريعة، بيت المقدس، ومايعرف بداعش !

فقد كشفت صحيفة "ديلي أكسبريس" البريطانية؛ عن قيام التنظيم المزعوم بعمليات أغتصاب فتيات أيزيديات لا يتجاوز أعمارهن التسع سنوات، حيث تشير التقارير الى ان مالا يقل عن 4000 فتاة أيزيدية مازلن محتجزات لدى التنظيم.

المشكلة أن أغلب الفتيات ذوات التسع سنوات حوامل، بعد أن تم أغتصابهن من قبل ما لا يقل عن عشرة أشخاص للفتاة الواحدة، حيث تم الافراج عن مجموعة مكونة من 200 من النساء والاطفال خلال الايام السابقة .

أن أطلاق سراح هذه المجموعة لم يكن هدفاً أنسانياً، لانهم لايملكون من الانسانية أي شيئ، بل كان الهدف هو أرجاعهن محملات بالخزي والعار الى عوائلهن، بأعتبارها وسيلة لفضح المجتمع وتفكيك روابطه الاجتماعية.

ارتكب التنظيم بعد احداث الانهيار الامني في العراق، ثلاث جرائم دولية، الاولى هي الابادة الجماعية، والثانية هي جرائم ضد الانسانية، والثالثة هي جرائم حرب، فقد تم أحتجاز النساء والاطفال كغنائم حرب، وأصدار أحكام الرجم والبتر الجماعي لاطفال لمشاهدتهم مباراة كرة القدم، وغيرها من الخزعبلات.

كل هذه الجرائم كانت يجب أن تدفع العالم الدولي الى التحرك، ضد هذه العصابات التي تعود الى العصر الحجري، الا أننا نجد أن المجتمع الدولي يتعامل بأزدواجية في هذا الجانب، يستنكر بالأقوال ويمتنع بالأفعال، وهذا يعكس النوايا الخفية التي تعمل بها اميركا والقوى المتحالفة معها، والايام حبلى بما ستولد لنا من مستجدات، وخرائط وتقاسيم جديدة .

في المثقف اليوم