أقلام حرة

حكومة العبادي في مهب الريح

goma abdulahلم يكن هناك ادنى شك، في رأي الشارع العراقي بان حظوظ حكومة العبادي كبيرة، في انجاز مهمتها ومهامها بيسر دون عوائق، وان نصيبها من النجاح سيفتح الطريق لمواصلة الدرب، دون حواجز وعراقيل وصعاب، او غياب محاولات الاطاحة بها، او افشالها واسقاطها، وخاصة وانها جاءت بعد عواصف سياسية كبيرة، اجبرت المالكي على الرضوخ بالانسحاب والاستقالة، بعد عناد واصرار على التشبث بالولاية الثالثة مهما كانت التكاليف الباهظة، وندرك بان هناك اطراف سياسية في التحالف الوطني الشيعي، وخاصة قائمة ائتلاف دولة القانون، وبالضبط اعوان المالكي والمحيطين به، لحد الان لم يمنحوا الثقة الفعلية للعبادي، بل ينتهزون كل فرصة سانحة، في التعبير على عدم رضاهم وقبولهم به، وتصريحاتهم الهجومية الاعلامية اليومية ضد العبادي، تثبت بالبرهان القاطع، بأنهم يتطلعون الى اليوم الذي يعلن انسحابه اوالاستقالة بفرح عارم، وهم يحاولون في كل وسيلة وطريقة عرقلة مهمة العبادي، او التهجم عليه صراحة، ووصمه بالفشل والضعف والعجز، وان هذا الصراع السياسي، يكمن في التنافس على مراكز النفوذ والمصالح الشخصية والفئوية الضيقة، او تحويله دمية يتلاعبون بها، او ان يتنازل لصالح المالكي، بكل الوسائل المتاحة في وضع العصي والعراقيل، بما فيها اشاعة البلبلة والفوضى والاضطراب والارتباك في الشارع العراقي، من خلال الحرب النفسية الاعلامية، في تهويل الاخبار، وبثها بالدس في الشائعات، التي تخلق اضطراباً وقلقاً كبيراً في الرأي العام العراقي، مثل ما حدث في الاسبوع الماضي من اخبار ومعلومات خلقت هزة سياسية عارمة، كادت ان تخلق حريق في العراق، من هذا المنطلق فان مهمة العبادي عسيرة وصعبة، ويزيد الطين بلة التركة الثقيلة التي ورثها من سلفه المالكي، لذلك تظل حكومة العبادي متأرجحة في العواصف السياسية ذات كسب سياسي ضيق، لا يصب في المنفعة العامة للوطن، ولا يخدم الصراع العسكري الضاري على جبهات القتال مع عصابات داعش . ان هذه المزايدات السياسية الرخيصة، تتجاهل وضع العراق الصعب والمعطيات الخطيرة، ويتهربون من المسؤولية، في نفاق سياسي محموم، في كسب المنافع السياسية الضيقة، في الوقت الذي تخوض القوات المسلحة والحشد الشعبي معارك ضارية على طول الجبهات، وهناك محاولات تسييس الحشد الشعبي لصالحهم، عبر المزايدات السياسية منافقة، والتي تكبد البلاد خرابا وتدميراً، في تقويض وزعزعة الحكومة، من خلال بث الشائعات ضد الحكومة، هذا لا يعني بان الحكومة خالية من الاخطاء والثغرات الكبيرة، وهي نتاج نظام المحاصصة الطائفية، وتقسيم مراكز النفوذ بين الاحزاب والكتل المحاصصة الطائفية دون غيرها . لذلك يبقى التهويش والتهويل والنفاق السياسي، جزء مهم من الابتزاز المناصب، ولكن تصب الحملة التشهيرية التي تتعرض لها حكومة العبادي، يجعلها مشلول وعاجزة، وهذا هو هدف اعوان المالكي، في خلق ازمة سياسية تطيح بحكومة العبادي، وتفتح الطريق الى المالكي واعوانه الى سلم الولاية الثالثة، هذا هو المخطط المعمول به بهمة ونشاط، في افشال اداء حكومة العبادي، رغم انهم الجزء الاساسي من الحكومة، لكن المصالح الشخصية والحزبية والفئوية، هي اكبر من المصالح الوطنية واكبر من الشعب، وهذا مايفسر، تضخم الحملات الاعلامية المناهضة للعبادي، وهي تصب لصالح داعش، في اطالة عمر الازمة وعمر الحرب، وبالتالي تفتح الابواب مشرعة للاخرين على التدخل في شؤون العراق الداخلية

 

جمعة عبدالله

في المثقف اليوم