أقلام حرة

رياح الانقلاب تجتاح القصر الملكي السعودي

asad abdulahربيع مملكة آل سعود سينتهي حتما، فلا خلود في الحياة، أنما التبدل والتحول هو سنة ثابتة للحياة.

أثارت قرارات الملك السعودي سلمان ،الأربعاء الماضي، مفاجئة، بإجراء تعديلات على مراكز مفصلية، في مملكة آل سعود، كولاية العهد، وولي ولي العهد، وحقيبة الخارجية، وأحدثت ردودا واسعة، على مستوى المملكة، والمنطقة، لأنها تنذر بوضع جديد غير واضح المعالم، فمن يحاول قراءة الحدث، سيكتشف الكثير.

الحدث الأهم، الملك السعودي يعزل ولي العهد، ويفسح المجال لنجله الثلاثيني، ليتدرج نحو القمة، حدث هذا، بعد اقل من أربعة أشهر، على تسلم الملك سلمان عرش المملكة، وهذا يدلل على انقلاب كبير، وغياب للرؤية الملكية، أن أبعاد شخص بوزن المقرن، من ولاية العهد، حدث يوضح حجم التهديد الذي يعيشه الملك، ويتحسسه من خطر الأقارب، بعد سقوطه المذل في صحراء اليمن، وانفضاض الشركاء عنه، مما وضع الهزيمة برأسه وحده، لذا سعى لإيجاد حائط صد، ضد أي احتمالات ممكنة، يمكن أن تهد عرشه، فكان لابد من أبعاد المقرن.

التغيير دليل الخلافات، فيمكن اعتبار التغيير أصلاحي، باعتبار الفشل الذي يلازم الواقع السعودي، خصوصا أن التغيير لامس المؤسسة العسكرية، مما يعني محاولة أصلاح الفشل العسكري، وخيبة الأمل الساحقة، بعد النتائج المخزية جراء عاصفة الحزم، وألا لو كان نجاحا وانتصارا لوجب تثبيت الأمور، على ما هي عليه، حدث التغيير اعتراف بالهزيمة، لا يمكن التغافل عنه، وسيكون التعامل مع السعوديون من قبل الإطراف الإقليمية، على أساس السعودية المهزومة.

نتذكر دوما أن التغيير يأتي بسبب أربعة أمور، إما للخلاص من تهديد داخلي، يقوم به ولي العهد، كنوع من الطمع بالعرش، أو تحرك أطراف متنفذة داخل العائلة، لتحقيق تغيير في السلطة، عبر الإطاحة بالمملكة، أو قوة شخصية ولي العهد، وعلاقاته المتشجعة مع أطراف إقليمية، التي تمثل تهديد للملكة المهزوم، رابعا ، دوما المنهزمون يلجئون للتغيير، كي يحفظوا ماء الوجه، هذه الأمور تفسر لنا، سبب التغيير الأخير في المملكة.

المفاجئة الأخرى في التغيير السعودي، هو عملية عزل الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية المخضرم، الذي جرى عزله من منصبه بعد أربعين عاماً، واستبداله بالسيد عادل الجبير، سفير المملكة في واشنطن، هذا الأمر يحصل لأول مرة، أن يخرج المنصب من العائلة إلى عامة الشعب.

لا يمكن اعتبار التغيير مرتبط بالعمر، لان الفيصل يمثل ثقل كبير للمملكة، وعملية الإطاحة به، عملية حرب كبيرة، لا يمكن تبريرها لكبر عمر المعزول، قد تشعل نار الفتنة، وتطيح بالعرش السعودي، وتمثل الإعلان الرسمي عن بدا الحرب الداخلية، فيمكن عدها خطوة طائشة للملك سلمان، تنذر بعواقب مخيفة.

كذلك لا يمكن اعتبار تغيير الفيصل، عملية تغيير بالسياسة السعودية، بل ستبقى بنفس القالب، لكن بوجوه جديدة.

يمكن اعتبار إقصاء الفيصل، إعلان عن لبس ثوب جديد للملكة، يمكن إن يمثل بابا لتحقيق القبول الإقليمي، فالمنطقة غير راضية عن الفيصل، بفعل أدواره المشبوهة، في أزمات المنطقة، حيث رسمت الخارجية صورة قبيحة للمملكة، لذا حان الوقت لنوع مختلف من التدبير، تقوده وجوه جديد، للحصول على المقبولية الإقليمية.

يدخل التغيير في عملية إقصاء جبهة المقرن، للارتباط الوثيق بين الفيصل والمقرن، مما يعني خطوة ملكية للتفرد، وأبعاد المنافسين الحقيقيون. فالصراع الداخلي بدا يطفو للسطح، لينذر ببركان قريب، قد يزلزل حكم أل سعود، بعد عقود من السيطرة.

التساؤل الكبير الذي يطرح منطقياً، هل ستتوقف عملية التغيير، وهل ستحقق الخطوة الملكية أهدافها؟ أم ستكون لها ارتدادات تنذر بحصول الصراع المباشر بين الأمراء.

 

في المثقف اليوم