أقلام حرة

أدعياء الخلافة وألسن الولاية

watheq aljabiriلا شك أن الإنتقاد، مسألة طبيعية في الأنظمة الديموقراطية، والشعوب المتحضرة، و ليس جرم في نقد العبادي وأي مسؤول حكومي أو جهة حزبية، على أن تقع ضمن أطر أحترام مفاهيم، تؤدي نتائجها الى البناء المشترك، وتهذيب حرية التعبير.

من حق المواطن العراقي أن يكون غاضباً، في بلد يتقدم الشعوب سوءً، أمنياً وخدمياً وأقتصادياً ومعيشياً، نتيجة تفشي الفساد.

يتكلم كثيرون بنقد النظام السياسي، منهم من عمل أجير يمتطيه رعناء السياسة، يواجههم من إرتضى أن يكون صدره مفتوح لتحمل الفاقة، وهو يرتدي ثوب الوطن العتيق، الذي مزقه الإنحدار في هاوية لا تحمد عقباها، ووقف الى جانب الدولة ومواطنيها، على أرصفة وطن فخخها الإرهاب، وأغرقتها برك آسنة بالفساد.

جاء حديث الشارع من أملاءات سياسية، أتمست بالصراخ في آذان التابعين، ولغة تشهير هاربة من الفشل، تسعى للإطاحة بالمخالفين، وهي تدوس على ركام ضحايا الخلافات، وتراكم السقطات، وإيماءات الميولات الشخصية، التي تهد بناءات مشتركة يرتكز عليها الوطن.

تواجه العراق تحديات كبيرة، في منطقة تجاوز ربيعها عقارب الفصول الطبيعية، وألتهبت بطقوس صيف تتحرك رماله، في صحراء عقول مراهقة شيوخ العرب، ومعتوهية بعض ساسة العراق، الضالعين في حمل بندقية، تُرسم بها حدود الشرق الأوسط الجديد بالدماء، ووعلى وقع صراخات ولادات مشوهة، لوليد فض البكارة، في غرف التآمر على الشعوب، وقد أمسك بخناق بلد خديج، يشكو من سوء تغذية الخطاب السياسي الوطني.

لا مجال للغة التشفير والتلميح؛ في وطن تندى جراحة، ويُمسك بقبضة يد الحمقى، الساعون لمنفعة أنفسهم والضرر به، ولم تتوقف دماءه عن التكلم؛ بحقائق مغايرة ناصعة، تنطق بأسم الوطن ووحدة التراب.

المعركة شرسة وأعداء الداخل أشد بأساً من الخارج، وبين صرخات الألم والندم، والتدافع الذي يحط من القيم، تهدمت الجدران، وقلعت الأبواب والحجب، وصار البلد عرضة للسراق والعصابات وقطاع الطرق، وقطعت أوصال أمل التنامي؛ برعيد أصوات تخلت عن جذورها وهويتها، وتاه شعب بلا وطن.

الوحدة والتكاتف هي المستقبل، وهم تاريخ أسود بالقتل والظلم والأستبداد، ولا يحق لأحد أن يُشهر سكين الإعتراض؛ لطعن خاصرة الوطن.

يتعرض العبادي؛لهجمة شرسة وظالمة ولا أخلاقية، أغلبها من نيران صديقة، تديرها مواقع اعلامية مأجورة، تَدور على غايتها المكشوفة، وتُدوّر نفايات فشلها، في إدارة بلد؛ لا يُعرف أين ذهبت أمواله، ولماذا يقتل رجاله، رغم أنه منطلق قلب المعادلة الأقليمية الجديدة، التي تقرر أما أستقرار المنطقة، أو خرابها، ولكن لا حياة للعراق إلاّ بسحق أدعايات الخلافة، وقطع ألسن الولاية على الشعوب بالدماء.

 

واثق الجابري

في المثقف اليوم