أقلام حرة

هل يتعذر على العمال تحقيق اهدافهم في العالم اجمع؟

emad aliفي يوم عيدهم اذا صح ان نعتبره عيدا، بل انه ذكرى لملاحمهم البطولية طوال نضالهم وليست حادثة شيكاغو هي البداية كما يدعيه البعض، بل منذ احتياج الانسان العامل الى ضرورات حياة لا يمكن حصولها الا بعمل، فالعامل البدائي بدا عمله من الصيد اولا ومن ثم منذ بداية زراعة الارض والاستقرار وما يحتاجه السكن في منطقة معينة وعدم الترحل، اي الحاجات البدائية التي فرضت العمل المضني منذ الاستقرار وبناء قرى والحاجة الجماعية المتبادلة للبعض .كلما بعد مرحلة الزراعة وكلما تقدم الوضع الصناعي ازداد ظروف العمال تعقيدا وتدخلت في قضيتهم الحياتية شؤون وفرضت على مصائرهم غبن وظلم، وقبل ان يحلل ماركس حالهم ويرتبطه بمعادلات متصلة بوسائل الانتاج وفائض القيمة وما يذهب من نتاج الجهد العضلي وحتى الفكري العقلي الى جيوب اصحاب العمل، وتزداد الفروقات بين العامل واصحاب الراسمال يوما بعد اخر كان الناس في فترة معينة عمالا من حيث المضمون للعمل العمالي وان كانوا صيادين ورؤس للجماعات وتابعين . اثرت هذه الظروف على كيفية معيشة ما يمكن ان نسميهم العمال بشكل مباشر وادت الى تراصف الصفوف في مواقع عديدة من العالم وفرضوا انفسهم وحققوا طموحاتهم بشكل نسبي مقارنة باماكن ومناطق اخرى ولكما ازدادت التصنيع فرضت العمال انفسهم .

اننا نجد اختلاف ظروف العمال المعيشية والثقافية والسياسية من منطقة لاخرى ومن دولة لاخرى وحتى من موقع لاخر داخل دولة معينة، ويقف هذا على الوضع الخاص للموقع والعامل وظروف العمل بحد ذاته . وعليه تختلف حال العامل وفق القوانين المرعية من قبل اصحاب العمل في الموقع سواء كان معملا واو مصنعا كبيرا او صغيرا او محل معين للعمل يحوي العامل وصاحب العمل ووسائل الانتاج والناتج النهائي، وربما يمكن حساب عمال المحسوبين على التجارة الصغيرة في العمل ضمن ظروف العمال الممكن تحليل اوضاعها من حيث المعيشة وما يحققون من الطموح الخاصة الذاتية والعائلية .

بما انه يمكن ان نميز بين ما حققه عمال في دولة مع اخرى حتى قريبة منها ظروفا سياسيا واقتصاديا وموقعا، فلابد ان نجد حالات متباعدة ومن الظروف المختلفة بين الشرق والشرق الاوسط المتخلف من كافة النواحي مع الغرب الذي يعمل وفق قوانين وخطط وبرامج راسمالية تضر بالعامل ايضا، ويمكن لصاحب العمل الموجود في الغرب ان يرضيه في وقته نتيجة القوانين التي تتبع وهي نابعة من النظام العام المعتمد على الفكر والفلسفة وايديولوجية الراسمالية المتنفذة في تلك البلدان .

هنا يجب ان نقول، ان الشرق المصاب بالامراض العديدة من كافة النواحي الاجتماعية الاقتصادية السياسية، فان حال العمال اكثر سوءا من الغرب المتطور ونجد ايضا اختلافا حتى في هذا، اي يكون هذا الاختلاف بشكل نسبي . ولكن تاثيرات الاوضاع السياسية الفوضوية التي تعيش فيها الشرق تضاعف من وضاعة حال العامل وعدم حصوله على حقوقه الطبيعية ولم ينل ما يفرض ان يعيش به متواضعا في اضعف الايمان .

من مسيرة التاريخ وما يلازم وضع العامل مع النظام السياسي العام والتغيير الطردي لاحوالهم فان الاضطرابات السياسية المستمرة في الشرق تفرز سلبيات كبيرة كما هو المعلوم على كافة الناس بجميع طبقاتهم، الا ان الضرر الاكبر يعود على العامل قبل اية طبقة اخرى، نتيجة انتشار الفقر والبطالة وتوقف المعامل والمصانع عن العمل وابتلاء العمال في الحروب وتداعياتها، وفي النهاية يمكن ان تٌستغل هذه الطبقة بسهولة من قبل العديد من الاطراف واولهم اصحاب الراسمال وحتى من قبل الحكومات قبل غيرها ايضا . ويجب ان لا ننسى ان ما يشهده الشرق على خلاف ما موجود في الغرب هو امكان استغلال الطبقة العاملة من قبل المصلحيين بشكل اكبرلانهم يستغلون انعدام القوانين المرعية بما يخص العامل على ارض الواقع .

لذا يمكن ان نستدل من احوال العمال في الدول الراسمالية بانهم من يمكن ان يكونوا قدوة لبناء طبقتهم في الدول والمناطق الاخرى وهم يكونوا طليعة في النضال من اجل الحصول على مبتغاهم وتحقيق اهدافهم الطبقية، لان تضامنهم الطبقي ومستوى ثقافاتهم يمكن ان تساعدهم على تحقيق مرامهم قبل واكثر من الدول الاخرى . وعليه يمكن ان نجد تحقيق الاهداف الخاصة بالطبقة العاملة اسهل في المناطق والدول التي يتميز نظامها باتباع القوانين الراسمالية قبل الدول الشرقية المغمورة في الفوضى وعدم تحديد نوع النظام . وان العمال لهم القدرة في تحقيق اهدافهم مهما كانت ظروفهم، الا ان الوقت والزمن اللازم للعملية التي تخص نضالهم يختلف من منطقة الى اخرى، وفي نهاية الامر يمكن ان يتساوى العمال حقوقا وواجباتا في نهاية المرحلة الراسمالية وتتراصف الطبقة العمالية العالمية في صف مستقيم مترابط واحد ويعبرون المرحلة بشكل سلس بعد انتهاء المرحلة المقضية، وهذا ما يمكن ان نسميه الوصول الى المرحلة الشيوعية المنتظرة وفق كل قوانين الحياة والنظريات العلمية . ان المعاناة المختلفة الشكل والمضمون التي يلاقيها العامل وهي متغيرة من منطقة لاخرى تدفعه الى وحدة الصف والاتحاد والنضال بقوة نابعة من اتحاد القوى المختلفة الكامنة فيهم، وبه يمكن تحقيق اصعب الاهداف التي يحملون ويحلمون ويناضلون من اجله .  

في المثقف اليوم