أقلام حرة

العراق في خطر من ينقذه

MM80اثبت بما لا يقبل ادنى شك ان جميع المسئولين في العراق لصوص   هدفهم الاول والاخير مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية فقط فهم وحدهم المستفيدون من حالة الفوضى والموت والفساد التي سادت في العراق رواتب عالية ومكاسب وامتيازات لا مثيل لها في كل العالم وكل شي تحت الطلب مال نفوذ نساء سفرات وحفلات وقصور لم يتصورها حتى في الاحلام

ما يحصل عليه المسئولون من مال من رواتب هم وحماياتهم ومن حولهم اكثر من ربع ميزانية العراق وما يدخل في جيوبهم من من السرقة والرشوة واستغلال النفوذ وعقود وهمية وصفقات تجارية فاسدة واستغلال النفوذ   والنصب والاحتيال اكثر من نصف الموازنة العامة

من الطبيعي ينموا الفساد ويتسع ويكبر ويشمل كل العراق ويتحول العراق الى بؤرة للفساد وبالتالي بؤرة للارهاب

وهكذا اصبح العراق بلد الفساد والارهاب بفضل السياسيين الابطال

فانهم جدا مرتاحين ومسرورين لهذه الحالة فانهم ضد اي تغيير او تبديل نحو عراق دستوري الحكم للمؤسسات الدستورية فيرون ذلك عثرة امام تحقيق احلامهم وامانيهم لهذا يفضلون التغيير نحو الأسوأ نحو الفوضى نحو اللا قانون

هل العراق سيتجزأ لا طبعا ولكنه يستمر يعيش شبه مجزأ ويستمر الارهاب والفساد يستمر العراق مقسم الى اطراف مختلفة وكل طرف يخطط ويتحرك كدولة مستقلة متضاد للاطراف الاخرى

واذا تجزأ هل يزول العنف والفساد لا طبعا سيستمر الارهاب والفساد

لا يزول الارهاب والفساد الا بوحدة العراق ووحدة العراقيين الا عندما ينطلق العراقيون من مصلحة العراق كل العراق وكل العراقيين الا اذا قال العراقيون جميعا انا عراقي وعراقي انا ويتحركون مع جيش واحد هو الجيش العراقي وحكومة واحدة هي الحكومة العراقية وتحت ظل علم واحد هو العلم العراقي

وهذا غير ممكن ابدا

وطالما هذا غير ممكن يعني ان القرار غير عراقي وبما ان القرار غير عراقي يعني انه يصب بمصلحة الذين وراء ذلك القرار وبالضد من مصلحة العراق والعراقيين

والدليل منذ التغيير وحتى الان لم يحدث اي شي لمصلحة العراق والعراقيين بل ان الامور تسير من سيئ الى اكثر سوءا

قلنا ان امريكا مصالح وهدفها مصالحها فانها لا تعادي جهة او مجموعة لدينها لطائفتها لقوميتها وانما تكرهها عندما تشعر انها تهدد مصالحها وتحبها عندما الامر يصب في صالح مصالحها

فلدى اوباما الشجاعة ان يعلن تشيعه و يسير مشيا على الاقدام من الرياض الى كربلاء ويلطم ويضرب زنجيل ويطبر رأسه اذا كان ذلك يصب في المصالح الامريكية وينميها

ويضرب درباشة ويكفر الشيعة ويقطع رؤوسهم ويدين الدين الوهابي ويقبل اقذار الخليج والجزيرة ويقول جئت اطلب الحكمة من ثيران الخليج والجزيرة والمقصود بالحكمة هي مليارات الدولارات التي يحلبها من هؤلاء الثيران

المعروف جيدا ان الثيران لا تحلب لكن سياسة امريكا المبنية على المصالح لها القدرة ان تحلب الثيران وتحصل على حليب وفير يزيد عن حاجتها وتوزعه على اصدقائها وعبيدها وعملائها وكسب عبيد وعملاء واصدقاء اخرين

المعروف ان امريكا تتعامل مع الاصدقاء غير ما تتعامل مع العبيد والعملاء

الحقيقة اقول حاولت امريكا ان تتعامل مع السياسيين العراقيين الذين استلموا الحكم بعد التغيير والتحرير كاصدقاء الا انهم يرفضون هذه المعاملة ويرغبون في معاملة العبيد والعملاء ومع ذلك حاولت ان تمنحهم فرصة الا انهم اقروا انهم عبيد وعملاء

لهذا قررت معاملتهم عبيد وعملاء

لهذا ليس من مصلحة امريكا وحدة العراق ولا من مصلحتها تجزئة العراق لانها تخشى كل الاطراف في العراق حاولت بكل طريقة ان توحد العراقيين وتوحد العراق من خلال الالتزام بالدستور والمؤسسات الدستورية لان نجاح تجربة العراق الديمقراطية وتقدمه وتطوره يصب في مصلحة امريكا الا انها فشلت وبما انها تخشى من كل الاطراف لهذا رأت من مصلحتها ان يستمر العراق شبه مجزأ وكل طرف يتحرك وفق رغبته وبشكل مستقل وتتعامل مع كل طرف وكأنه دولة مستقلة لا علاقة له بالطرف الاخر وبهذا تضمن مصالحها وهذا التعامل يسر العبيد والعملاء ويسهل لهم عمليات السرقة والتزوير والاحتيال والنهب ونشر الفساد والارهاب

لو دققنا في تجارب بعض الشعوب التي مرت بمثل تجربتنا مثل اليابان والمانيا لاتضح لنا ان قادة هذه الدول ومسئوليها تخلوا عن مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية وفرضوا على الولايات المتحدة ان تتعامل معهم كأصدقاء وليس كعبيد وبهذا استطاعوا ان يبنوا اوطانهم ويسعدوا شعوبهم وبهذا الاسلوب استطاعوا ان يستغلوا امريكا لصالحهم فاستفادوا من خبرة الامريكان ومن قوة الامريكان ومن علم الامريكان

من هذا يمكننا القول لا يمنك انقاذ العراق الا اذا خلقنا قادة مسئولين   متخلين عن مصالحهم الخاصة ورغباتهم ومنافعهم الذاتية ويتوجهون نحو مصلحة ومنفعة العراق والعراقيين حتى لو أضرت بمصالحهم الخاصة

هل يمكننا ذلك

نتمنى

مهدي المولى

 

 

في المثقف اليوم