أقلام حرة

العراق من الفوضى الخلاقة الى الفوضى الخناقة

goma abdulahتتضح صورة المشهد السياسي العراقي في كل يوم، بانه دخل باب التخبط والفوضى والاضطراب، ومسلسل الانحدار نحو الهاوية، ويعزو ذلك بسبب، بان حكومة العبادي، تفتقد الاعداد الجيد، في التنظيم والتنسيق والترتيب اوراقها واوليات عملها بوضوح كامل، فهي لم تعد نفسها بالشكل المطلوب بالمراجعة والدراسة الاوراق السياسية للحكومة السابقة، وسبب اخفاقها وتأزم الوضع السياسي بالخطر، ولم تتفهم بالوعي والنضج مطلوب في معرفة اسباب الاخطاء والثغرات التي افشلت حكومة المالكي ، حتى لا تقع في نفس الفخ ونفس الاخطاء والثغرات، وتتجنب البؤر التي تزيد الوضع السياسي اكثراً تفاقماً وخطورة . والسبب ان الصعود العبادي المفاجئ الى منصب رئيس الوزراء، بعد هزة سياسية عنيفة افتعلها (نوري المالكي) بهدف التمسك بعناد واصرار بالولاية الثالثة . لذا فقد جاءت حكومة العبادي كالتحصيل الحاصل، بسبب الضغوط الداخلية والخارجية . لذلك حملت نفس الفيروسات والامراض المزمنة للحكومة السابقة، ولكنها فتحت الباب الى الصراعات الناشبة داخل التحالف الوطني الشيعي، في العراك والتنافس والخصام على المناصب ومراكز النفوذ، مما خلقوا اجواء التنافر والتناحر والبلبلة والاضطراب داخل صفوف تحالفهم، وتراجع في المسرح السياسي لحسم المشاكل والخلاف بينهم ، مما اضعف حكومة العبادي بدعمهم الفعال، بل حصرت في زاوية ضيقة، وبدأ بعض فرقاء من الزعماء الشيعة، يلوح بعصا العصيان وعدم الطاعة، ومنذ الايام الاولى لزعامة العبادي لمنصب رئيس الوزراء، اشتدت حملة التشهير والرفض، وبعضهم لوح بالتهديد بمليشياته المسلحة باسقاط العبادي، وبعض الاخر يضع العصي والعراقيل، ويفتعل بث الشائعات الملفقة والخطيرة، بهدف اجبار العبادي على الاستقالة، مما اتاح للذين يحلمون بالولاية الثالثة، ان يرفعوا رؤوسهم بالتهديد والابتزاز، بالمزايدات السياسية الرخيصة . مما خلقوا وضع سياسي متوتر وخطير، ينذر بالعواقب الوخيمة، وزيادة عواصف الازمات والمشاكل، وخلق حالة عدم الاستقرار داخل الحكومة نفسها . لذلك ظهر التحالف الوطني الشيعي ادنى من المستوى المطلوب، وظهرت عليه اثار الشيخوخة والانقراض، في التنافر والتناقض والخلاف على كرسي الزعامة، وتوزيع المناصب ومراكز النفوذ . حتى انزوى التحالف الوطني عن المسرح السياسي، وفقد السيطرة على التعامل والتوجيهات السياسية، والرؤية في اسلوب تعاطي القضايا الساخنة والمطلوبة والملحة، حتى ان بعضهم اخذ يشهر علانية بعملية الانقلاب على العبادي، وعودة الولاية الثالثة، في هذه الاجواء الخطيرة التي يمر بها العراق، والقتال الضاري على جبهات الحرب ضد عصابات داعش . ان الخطأ الكبير الذي وقعت فيه حكومة العبادي، بانها لم تكن بالحزم المطلوب في تأدية واجباتها ومسؤولياتها، رغم ان البيان الوزاري الذي ادلى به العبادي، حين كلف بمنصب رئيس الوزراء، كان يثير الامل بالاصلاح والتغيير، لكن على الواقع الفعلي تقوقع وتراجع ، وانتهجت حكومة العبادي اسلوب التلميع والترقيع الهامشي، مما سمح للاخرين الذين هم اصلاً قلباً وقالباً ضد تولي العبادي، بان يدعموا حججهم مع استمرار المالكي بالولاية الثالثة، وفي اشعال الحريق السياسي بالتهديد بعملية الانقلاب ، عبر الدس والتحريض وافتعال الاخبار والمعلومات المزيفة والشائعات الخطيرة الملفقة ، هذا الخطر الجدي الذي يعصف بالعراق بالاخطار، يدلل بان سقوط النظام البعثي، سقط شكليلاً ولكن عقليته لم تتغير ولم تسقط، بل سارت الى الاسوأ وعمقت المأساة والمصيبة في العراق، وهو نتيجة طبيعية، فمنذ الايام الاولى للتغيير، هبت القيادات الاحزاب الاسلامية، كالوحوش الجائعة الى مغارة (علي بابا) وخرجوا بما ثقل من حمله، في عمليات النهب والسلب والسرقة الشعواء والضارية، حتى تناسوا بان هناك شعب ووطن جريح، هناك مؤسسات الدولة ينعق فيها الخراب، وهناك مواطنين ينتظرون بفارغ الصبر، ساعة الفرج التي تلبي طموحاتهم وآمالهم وتطلعاتهم ، وهناك دولة معطلة تنتظر البناء والاصلاح، ولكن ماذا فعلوا هؤلاء القادة السياسيين، بان بددوا عشرات المليارات من الدولارات على المشاريع الوهمية، لتحط الاموال في الاخير في جيوبهم، واستمرار الفوضى والازمات لحد اليوم، حتى وصلنا الى الهاوية، دولة ممزقة بالصراعات، دولة تتطاحن وتتعارك على المناصب ومراكز النفود، دولة مهددة بالقادم الاسوأ والاعظم فداحة، وهم يذرفون دموع التماسيح بالنقاق الشرير، على الوطن الذي تهدد كيانه عصابات داعش، ويدفعون اولاد الخايبة الى قود وحطب للحرب، واولادهم المدللين، يتنعمون في . باريس ولندن ونيويورك ودبي، ينفقون الاموال الطائلة بالبذخ المجنون على لياليهم الحمراء، من الاموال المسروقة من ضلع الشعب، والعراق يغرق في الفوضى الخانقة دون بصيص امل

 

جمعة عبدالله

في المثقف اليوم