أقلام حرة

بائعات الهوى والساسة الظرفاء جدا

asad abdulahفي كل زمن تتواجد، بيوت الدعارة، لتبيع لحظات الهوى، بقدر معلوم، نتيجة خلل في المنظومة الاجتماعية والاقتصادية للبلد، وعندما تتصل المومس بالساسة، تصبح ذات خصوصية، بسبب تأثيرها على الساسة، وإمكانية خلق قرارات حسب رغبة بائعات الهوى، ممن وقع في حبائلهن، من ساسة ظرفاء، والتاريخ يحدثنا عن كثيرات، من أمثال الجارية الخيزران، أم الخليفة هارون العباسي، التي كان لها دور في مسار الحكم العباسي، أو عنان جارية ألناطقي، وعريب جارية المأمون، اللتان شغلتا المجتمع العباسي، وسيطرتا على تفكير الخلفاء الأشاوس جدا.

التاريخ يذكر ان الجارية روكسلان، كانت سبب فتنة عظيمة، لدورها المشبوه، عند دخولها العرش العثماني، إلى أن قامت بإضعاف الدولة العثمانية، ودفعت بنشوب حرب داخلية، هكذا هن الجواري، قوتهن السياسية نذير انحطاط العروش.

شبكات الدعارة كان لها اثر في السياسة عبر التاريخ، بسبب انحراف الواصلين لمراكز القرار، فكان الأمويون والعباسيون وأخيرا العثمانيون، المحطات الأبرز تاريخيا، لاختلاط الدعارة بالسياسة، حيث أنتجت نجاح كبير لهم، مما دفعهم للاهتمام البالغ بالجواري، فعن طريقهن يتم الوصل بالساسة، وعن طريقهن تتم تصفية المنافسين.

وتحولت إلى ثقافة استغلال النساء، في الوصول للساسة الشجعان، ينتهجها بعض الشواذ، وعديمي المبادئ، وما أكثرهم اليوم في أروقة السياسة العراقية.

القواد هو : سمسار الفاحشة أو البغاء، منظم شؤون امرأة البغي، اللحظة الأهم في حياة القواد، نجاح بائعات الهوى في كسب قلب السياسي، يتحول معها النخاس سابقا و القواد حاليا) إلى مركز مهم، نتيجة نجاح المومس بالتسلق أكتاف الساسة، وهو ما يحصل اليوم، عبر بنات الليل، يتسلق الانتهازي المناصب العليا!

كانوا القوادين يهتمون بالجواري، عبر تثقيفهن وتعليمهن الشعر والغناء وبعض العلوم، لتكسب ود الساسة، إما اليوم فاخذ الأمر شكل أخر، فأما أن تكون إعلامية أو تشكيلية أو كاتبة أو شاعرة، بحسب مقتضيات التنوع، مع مصطلحات سياسية اكبر منها، لتكون خلطة القبول السياسي، في زمن صعود أولاد النخاسة والتملق والنافق، إلى مراكز القرار، فكان من الطبيعي إن تختلط الدعارة بالتملق، لتنتج كوادر حزبية، تعطي الهم والمصائب للعراق.

"قواويد" اليوم يسيرون بنفس السيرة، هنالك إعلامي عجوز، مهنته القوادة الإعلامية، فيجذب الفتيات الطامحات للأضواء، فيستغلهن أقبح الاستغلال، إلى إن تصبح مومس بثوب إعلامية، وتصبح ذات روابط مع الساسة، ومن خلالها يتكسب هذا العجوز القواد الإعلامي جدا.

انتهازي أخر قام بتسخير بعض بنات الليل، لمصالحه الخاصة، ليتقرب من ساسة الشهوات، فعمد إلى تنظيمهن في خلية سياسية حزبية جدا، إلى إن أضحت اليوم هذه المجموعة من نجوم الساحة السياسية، لهن الرأي وعلى بعض القادة الطاعة العمياء، في فلم عراقي مخجل، يمكن إن نطلق عليه عنوان، زمن العار.

وهكذا اليوم الأحزاب السياسية، تزدهر بتواجد بائعات الهوى، ضمن تنظيماتها، بسبب نظام الكوتا الذي فرض نسبة للنساء، مما أصبح أمر تواجدها في الأحزاب، مهما للتنافس على الكوتا، وبالتالي صعودهن لقمم السياسة، وتحكمهن بمصير البلد، بسبب كثرة النعاج السياسية.

نحن لسنا ضد النساء في دخول معترك السياسة، لكن استغلال الرجال لنوعية خاصة من النساء، لتسخيرها لشهواته وغاياته، هو ما تم تشخيصه هنا، وهذا النوع من النساء وصعودهن، نذير سقوط الدول.

سياسة نتنة، كلها قًوٌاد ومومسات، وساسة شواذ ومتملقين،، أنتجت لنا بلداً يكاد يبتلعه حوت الإرهاب.

في المثقف اليوم