أقلام حرة

من قيم ونهج اهل البيت

MM80اهل البيت ليس مجرد مجموعة تنتمي الى بيت الرسالة الاسلامية الانسانية وانما مجموعة من القيم الانسانية والمبادئ السامية

لهذا الادعاء الى اهل البيت ليس سهل فمن ينسب نفسه الى هذه المجموعة الى اهل بيت البنوة ان يسير وفق تلك القيم وتلك المبادئ فعلا وقولا انهم لا يقولون ثم يفعلون بل اكثر الاحيان يفعلون ولا يقولون وقليل من الاحيان يفعلون ثم يقولون

انهم اهل صدق واخلاص ونزاهة في اقوالهم وفي افعالهم لا يفكرون في مصالحهم الخاصة ولا يشغلون انفسهم برغباتهم الذاتية كانهم خلقوا بدون رغبات ولا شهوات خاصة

بل كل تفكيرهم وكل همهم وكل ما يبتغون وما يرجون هو تحقيق مصالح ورغبات الاخرين وخاصة الذين لا حول لهم ولا قوة الذين يعيشون على هامش الحياة الذين يعانون الجوع والحرمان والفقر والذل

لم يبنوا قصرا او سكنوا في قصر لم يجمعوا مالا او ذهبا لم يأكلوا من الطعام الا ابسطه ولم يلبسوا من الملابس الا ابسطها كيف يفعلوا غير ذلك وهناك من بني البشر لا يأكل الطعام وينام في العراء

كانت صرختهم لا فقر ولا جوع و لا حرمان الجميع متساوون الجميع احرار من يحب الله يحب ابنائه احبائه ومن لا يفعل ذلك لا يحب الله وان الله لا يحبه

انهم سنوا للناس جميعا وخاصة الاحرار المتعطشين للحرية والمغرمين بها والنضال من اجل الاستقلال ومقاومة العبودية والظلم ومقاومة الجور والوحشية وطلب العزة والكرامة وعدم الخوف وتحدي الموت من اجل الحياة وتحدي الظلام من اجل النور وتحدي الجهل من اجل العلم والعبودية من اجل الحرية

عاشوا للفقراء وعملوا لهم واستشهدوا من اجلهم لانهم كانوا يرون الفقر كفر والمجتمع الذي فيه فقر مجتمع كافر والفقراء اهل الله لهذا فانهم يتفقدون الفقراء اينما حلوا وفي كل مكان كما يتفقدوا ابنائهم

لقد كانت حياتهم سلسلة من المعارك مع اعداء الحياة واعداء الانسان سلسلة من التضحيات حملوا ارواحهم على اكفهم غير مبالين وقعوا على الموت ام وقع الموت عليهم في سبيل المظلومين والمستضعفين وانتصارا دائما للناس المظلومة

فكانوا ثورة اصلاح وتجديد في كل شي فكانوا ثورة تغيير وتبديل فكان لسان حالهم يقول

لا تعلموا لا تربوا اولادكم على عاداتكم لانهم مخلوقون لأزمان تختلف عن ازمانكم

فكان صوتهم من اجل العدالة الاجتماعية صوتا لا يعرف المجاملة ولا المهادنة ولا اللين

فالظلم بكل انواعه كفر ولا قيمة للحكم الا ان يقيم به حقا ويبطل به باطل والفقر كفر لانه نتاج الظلم فالعدل لا ينتج فقر ابدا

والا لا قيمة للحكم وللحاكم فالمسئولية المنصب الحكم ليس مجرد باب يدخله المسئول الحاكم ليجني منه المال والقوة ويفرض نفسه على الاخرين

بل انه باب يدخله المسئول الحاكم الى اقامة الحق والعدل الى انصاف الناس

انهم يرون الظلم كفر الفقر كفر والظالم كافر والسارق كافر لهذا فانهم مع المظلومين ومع الفقراء المحرومين المسروقين وضد الظالمين واللصوص المستبدين

هذا هو نهج اهل بيت الرسالة وهذا هو طريقهم

 

مهدي المولى

في المثقف اليوم