أقلام حرة

مؤسسة السجناء السياسيين في رحاب استشهاد الامام موسى الكاظم

jasim mohamaنعزيكم ابنائي باستشهاد الامام موسى الكاظم والذي يصادف ٢٥ من رجب وأزيد لعلمكم بان الامام موسى الكاظم هو ابن الامام جعفر الصادق ابن الامام محمد علي الباقر ابن الامام على بن الحسين زين العابدين ابن الامام حسين بن علي ابن ابي طالب وهو السابع من ائمة اهل البيت (ع) .

عاش الامام الكاظم في عهد هارون الرشيد بالمحنة والمصائب وفي قعر السجون ولكن لم يترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومارس العمل الاسلامي ودعوة الناس الى الاستقامة والعدل والصدق وفضح مكائد الظالمين وتبدييد حججهم واهوائهم فكان يدعو اصحابه الى الدفاع عن الحق والابتعاد عن اهل الباطل وحواره مع احد اصحابه صفوان بن يحيى، عندما قال له الإمام (عليه السلام): (يا صفوان، كل شيء منك حسن جميل ما عدا شيئا واحدا).

- جعلت فداك أي شيء؟.

- كراؤك جمالك هذا الطاغية.

- والله ما أكريته أشرا، ولا بطرا، ولا للصيد ولا للهو ولكن أكريته لهذا الطريق - يعني طريق مكة - ولا أتولاه بنفسي، ولكن ابعث معه غلماني.

- فقال الإمام (عليه السلام): يا صفوان، أيقع كراك عليهم؟.

- نعم جعلت فداك.

أتحب بقاءهم حتى يخرج كراءك؟.

- نعم، فقال (عليه السلام): (من أحب بقاءهم فهو منهم، ومن كان منهم كان واردا للنار. فقام صفوان ببيع جماله دفعة واحدة، وتخلى عن هذا العمل).

لقد عرف الطغاة ان بقاء هذا الامام في الحياة خطر على عروشهم وصمموا للخلاص منه وأصدر أوامره الى السنديّ بن شاهك،بأن يدسّ التّمرالمسمومةً وقضى الإمام عليه السلام شهيداً بالسّم ليبقى ثلاثة ايام يتلوى من المرض حتى فاضت روحه الطاهرة وبقيت روحه في السعداء مع الخالدين .

وكتعبير عن الحقد لهذا الإمام الطاهر حملت جنازته المقدسة ووضعت على جسر الرصافة ببغداد حملها الحمالون من باب السجن الى الجسر لينادى عليها من قبل علي بن سويد صاحب الامام الذي قال هذا موسى بن جعفر هذا امام الرافضة بعد ان رفع الغطاء عن وجهه عليه السلام فالسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا .

ويصادف اليوم ذكرى شهادته الكريمة ولقد سمي السجناء السياسيين هذا اليوم يوم السجين السياسي تيمنا لهذا الامام الهمام بذكرى استشهاده الذي لا يغيب عن ذاكرة العراقيين واستلهاما من خطه وفكره لانجاح مؤسسة السجناء السياسيين لتقديم الأفضل تعويضا لبعض ما لحق هؤلاء من النظام البائد. وفي مثل هذا اليوم ومنذ تأسيسها تقيم مؤسسة السجناء السياسيين احتفالا وطنيا ليرسموا خطا تصاعديا في أمنياتهم وطموحاتهم للوصول الى الاهداف التي أقرها قانون المؤسسة وليبعثوا رسالة واضحة لكل ابناء شعبنا بان السجناء السياسيين الذين هم بقية السيف من سلالة الشهداء والمهاجرين على أيدي النظام السابق وأزلامه .

من هنا ادعو السجناء السياسيين وعوائلهم ان يعيشوا مع هموم هذا الامام الوفي ع وان لا ينسوا محنة الامام ع ومحنهم الذي عاشوه في السجن وهم الان منعمون بالحرية والعزة واصواتهم عالية ومكانتهم مرموقة ولاينسوا امامهم الذي استمر الى يوم استشهاده (ع) يدعوعليه السلام في اخر ايامه للخلاص من السجن فيقول"( يامخلص الشجر من بين رمل وطين وماء ويامخلص اللبن من فرث ودم ويامخلص الولد من بين مشيمة ورحم ويامخلص النار من الحديد والحجر ويامخلص الروح من بين الاحشاء والامعاء خلصني من يدي هرون " )

في المثقف اليوم