أقلام حرة

البغدادي والدوري .. نداء أستغاثة أم أعتراف بالهزيمة!

MM80بعد الضربة الجوية التي أصيب بها الإرهابي أبو بكر البغدادي، وتولي الإرهابي العفري والذي يبدو انه هو الآخر كان في مرمى نيران قوى التحالف الدولي، وداعش تعمل بصورة انقسامات في داخل تنظيماتها، اذ بدت تنظيمات داعش وكانها تعمل بصورة منفردة وكلاً يعمل باستقلالية بعيد عن الاخر، وفقدان التنسيق العالي الذي كان التنظيم يتميز به في السابق، بل حتى الاعلام الداعشي بدا وكانه يعمل بصورة مستقلة عن القيادة، وهذا بالتأكيد يرجع الى التخبط الذي أصاب التنظيم بعد إصابة البغدادي والعفري، واختفائهما مما يثير الكثير من التساؤلات عن التسجيلات الأخيرة للبغدادي وما تلاه من خطاب للمجرم الهارب الدوري من كونه هل خطاب لملمة الفصائل، ام اعلان اتحاد بين البعث وداعش أم انه اعلان فقدان السيطرة داخل خلايا التنظيم .

من خلال المقطع الصوتي بدا وكأن شي ما حدث جعل الارتباط بين خلايا التنظيم تبدو وكانها متقطعة بعضها عن البعض الآخر، فهل يدخل في باب تخطيط جديد وإعادة هيكلة للتنظيم أم ان الضربات الجوية كانت قاسية ومؤلمة له ؟!

تعرض تنظيم داعش في العراق وسوريا الى ضربات موجعة اضرت كثيراً بالتنظيم، فمرة افقدته السيطرة على المعركة، والتنسيق بين فصائله، وقطعت عليه كل طرق التمويل الداخلية والخارجية، كما ان قتل العديد من قيادات التنظيم كانت هي الأخرى سبباً مباشراً في التخبط الواضح في خطاباته الآخيرة .

التسجيل الآخير للبغدادي كان فيه قسمان:

الأول: كان الحث والتحريض على القتال في العراق، وضرورة إعادة تنظيم صفوف الخلايا الإرهابية، والتاكيد على ضرورة الالتحاق بالتنظيم ولكن كلاً في بلده وموطنه، وهذا ما يقرأ ان تنظيم داعش يعاني فعلاً من اهتزازات كبيرة في داخل التنظيم، وانسحاب الكثير من المقاتلين في الأشهر الأخيرة، ناهيك عن حجم الخسائر البشرية التي تكبدها التنظيم .

الثاني: التنظيم بعد تكبده لهذه الخسائر أخذ بالافول والتراجع خصوصاً بعد تراجع اعداد المهاجرين اليه من الدول الغربية والاسيوية، وهذا ما دعى البغدادي الى تغيير خطابه الى التشدد على المقاتلين العرب بقوله "من لم ينفر أو يفر يغضب الله عليه ويعذبه عذاباً اليماً " أذ يعد هذا خطاباً ضعيفاً، بل وبدا هزيلاً وفيه جرأة على الله (عزوجل) .

كما ان البغدادي من خلال خطابه بدا وكانه يعيش منافسة بينه وبين الفصائل الإرهابية الآخرى، ومواجهات ميدانية سواءً مع النصرة او الحر في سوريا، وهذا ما شكل نقطة ضعف للتنظيم في الداخل السوري، كما بدا الخطاب أن لارؤية فيه ولا قراءة للاحداث القادمة، او خطة واضحة للتنظيم خلال المرحلة المقبلة، انما جاءت مجرد رسائل عبرت عن مدى الضغط والشحن الذي يتعرض له التنظيم الإرهابي .

الخطاب لم يأتي بشيء جديد، بل هي مجرد محاولة لاعادة شحن النفوس، والتحريض على القتال، والدعوة الى إعادة تنظيم الصفوف، كما أنه أظهر ضعفاً في شخصية البغدادي نفسه والذي بدا في خطابه وهو يستجدي المناصرين للقتال، ودعوة أبناء المناطق السنية الى ضرورة الانضمام الى تنظيم داعش، وهو ما يعكس حالة المنافسة الشرسة مع باقي التنظيمات الإرهابية، والتي تتقدم عليه ميدانياً في بعض المناطق السورية .

أعتقد ان الانتصارات المتحققة على الأرض من قبل القوات الأمنية وبمساندة الحشد الشعبي الأثر الكبير على تراجع حجم تنظيم داعش، كما ان الامر المهم هو وجود تحالف بين عصابات البعث وبين داعش، من خلال دعواتهم للسنة في المناطق الأخرى في ضرورة الالتحاق بالتنظيم، مما يعكس حالة الانكسار التي يعيشها التنظيم، ويمر باوقات صعية جداً، خصوصاً مع الخسائر الكبيرة في صفوفه، والتي تقابلها الانتصارات النوعية للقوى الأمنية والحشد الشعبي على الأرض، الامر الذي ينذر بنهايته القريبة في ارض السواد .

 

محمد حسن الساعدي

في المثقف اليوم