أقلام حرة

متى نصل للمرحلة الانسانية في الشرق الاوسط؟

emad aliاننا ربما من باب الجدلية يمكن ان نتأمل بان العقد السياسية الاجتماعية الهائلة التي وضعت منطقتنا على حافة الهاوية وكنا دائما نصطدم مع جدار الصمت الذي كنّا نواجهه في شرقنا الصعب، والان نحن على اعتقاد بانه قد ينهار من كيانه, وان قادمات الأيام ومنها تكون صعبة ستُعقد المرحلة اكثر ومن ثم تعود الى حالها وتتقدم كي تبرهن بأنّ بلوغ الحلم سوف يتحقق وان انهار الدم التي ضحت بها ابناء المنطقة الشرق الاوسطية وبما فيهم اظلم شعب وهم الكورد، ان دمائهم ستجف، وربما يعتقد البعض بان الهدف المبتغى لتجسيد الإنسانية بات قاب قوسين أوأدني من تحقيقه .

الا ان هذا الهدف بعيد المنال ولو لمرحلة اخرى .

لا يمكن ان نعتقد بان الواقع الذي عشناه وما فرز وخرج منه يمكن ان يمتد بمضمونه ومحتواه الدموي الى الابد، ان كان التاريخ قد ظلمنا، وهذا ما يمكن ان نقوله على العلن وبصراحة وكلنا على علم باننا نحن نصنع التاريخ بما لدينا من السمات والخلفيات والثقافات المتنوعة ويمكن ان ندعي نحن من نظلم التاريخ معنا ايضا . ان تكلمنا كانسان بما هو يتمتع ويتسم به شكلا ولبا، والصفات التي يمكن ان تميزه عن الكائنات الاخرى بعيدا عن القشريات اي المظاهر التي يمكن ان تفرض على المتابع غير صلب الانسان الذي يمكن ان يؤمن بافكار وما نسميها في هذا العصر ايديولوجيات او فلسفات، سواء اكتسبناها من الواقع الموجود او ورثناها على مدار التاريخ، اننا كانسان شرقي بعرقنا ونظرتنا الى الحياة وما فرضت علينا من الديانات والمذاهب وما تعلمناه من لغة الام والمقومات الكثيرة لما يمكن ان تلصق بنا كقومية متميزة عن الاخرى، فاننا تصادفنا ان نكون ضمن العرق الذي كان مصيره الغبن وواجه جدار الصمت طوال تاريخه العتيد، وتلوح في الافق احتمالات كثيرة ومنها بروز امكانية تحقيق الاهداف التي يؤمن بها شعبنا وترسيخ ارضية ليتنفس الشعب الصعداء فيها . انه عصر الانهيارات الكبيرة التي تقع لصالح البعض وضد الاخر، سواء يمكن ان نسميها صدفة او تصحيح المسار العفوي وفق قاعدة لا يصح الا الصحيح اخيرا في اية مسالة كانت او لابد من الظلم ان يُرفع والتضليل ان ينكشف . لقد قدمنا الكثير ولا يمكن الاستهانة بما ضحينا به من اجل اهداف سامية وكان الحلم يراودنا جميعا ولم نقف مكتوف الايدي في تحقيقه .

اما الاولويات التي ننتظر تحقيقها من الامنيات والامال والاهداف ستكون بدائية، بحيث يمكن ان تكون سياسية فكرية ايديولوجية ، اي بعيدة لحد ما عن الانسانية في التفكير لمدة لا يمكن تحديدها، لان الانسانية في الفكر والفلسلفة والتطبيق هي من اجمل وانقى ما يمكن ان يصل اليه الانسان وتكون نهاية الجهود وتحقيق المرام، وهي فكر وفلسفة وعقلية وهدف، وتكون وفق خلفية تقدمية نظيفة وعقلية طاهرة تنظر الى الانسان من منظور الانسان قيمة وكيانا ووجودا .

ان الانسانية في اخر المطاف وليس في هذه المرحلة او بعدها في منطقتنا لذلك يجب ان ننتظر بداياتها او كيفية بزوغها بعد مدة معينة اخرى .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم