أقلام حرة

قراءة الشعوب تُغني عن المكتوب؟!!

MM80الأمة تمرّ بظروف صعبة وقاهرة، وهذا أمر لا جدال فيه.

فهل تستكين؟

وهل لإنسانها أن يعلن الحداد على نفسه ويتوارى ويستهين؟!!

الأمم تواجه تحديات مصيرية، وأمتنا تواصلت في مسيرة المواجهات القاسية لمئات القرون، وعشراتها . وأمم الأرض واجهت أدهى وأقسى مما يحصل في ديارنا.

وفي التأريخ القريب، أثناء الحرب العالمية الثانية، عانت أمم وشعوب الويلات الجسام، والخراب والدمار، وذاقت الموت الزؤام، لكنها تجاوزتها وإنطلقت في ميادين صناعة الحياة، وتعلمت أن القوة في التعايش والتكافل والسلام.

فما عانته دول أوربا من الصراعات والحروب لا يقارن بما تعيشه المنطقة الآن، لكن الإعلام السلبي، والحرب النفسية الشعواء، التي تشن من جميع الوسائل والمواقع والجهات والأبواق والأقلام، تلعب دورها السلبي القاتل في تحطيم الوجود وإبادة الإنسان.

فلا أفظع من هجمة المغول التتار على هذه الأمة ، لكنها تجاوزتها وإنتصرت عليه، ومثلما إستنهض "قطز" الأمة من حضيض يأسها وإبلاسها ورعبها، ستلد الأمة مَن ينتشلها من واقعها القاسي الذي تعانيه وتتضمّخ فيه.

الأمة ستنتصر حتما، لأن معادلات السلوك الإنساني تقضي بذلك، ولا يمكن لهجمة أن تطول وتتطور، فإرادة الوعي أقوى من إرادة التداعي والخمول، وصوت الحق يظهر مهما تعالى الضجيج، والبشرية تصنع مسيرتها بما فيها من طاقات وقدرات وتضحيات.

مشكلة الأمة في يأسها وكآبتها وآليات الإستثمار في أحزانها ومحنها، وجوهر سوء أحوالها في قياداتها، التي وُجِدَت لتعاديها لا لتحقيق تطلعاتها وأمانيها.

لكن الشعوب تنتصر على قياداتها، فالصاعد هابط، والمحصلة النهائية، أن التفاؤل يحقق مشاريعه المتوهجة بالآمال والأحلام والأهداف النبيلة السامية.

ولن ينهزم الإنسان، ولا بد للحياة أن تستقيم، وتنكمش إمتداداتها المتطرفة إلى مركز ذاتها السائد.

وبمقارنة بسيطة بين ما جرى لمدينة وارسو في الحرب العالمية الثانية، وما هي عليه الآن، تتأكد الحياة للإنسان، والمسيرة بما فيها من آلام وتضحيات، تلد الإبداع والمحبة والسلام!!

 

د-صادق السامرائي

....................

*من وحي تعليق الأستاذ الأسدي على مقالة "نريد حلا"، قبل أن يصحح كلمة "الويلات".

في المثقف اليوم