أقلام حرة

تحرير الموصل من ثلاث محاور: السودان والبحر الميت وجزر القمر..!

watheq aljabiriيبدو أن الرئيس الأمريكي، مازال متردداً عن التراجع، رغم فشل إستراتيجية إحتواء الإرهاب، وخلق وئام سياسي عراقي، والنتيجة إنقسامات طائفية، وإصرار رغم سقوط مركز الأنبار، ومدينة تدمر؛ على أن التراجع تكتيكي؟!

إعتمد القرار الأمريكي المتخبط؛ على تقارير ساسة لا هم لهم سوى السلطة والمكاسب؛على أن وجودهم صمام أمان؟!

الواقع يناقض تقارير البنتاغون؛ التي أشارت في أسابيع سابقة؛ أن داعش في موقع دفاعي؟! وما حصل في الرمادي لا يختلف عن الموصل، وتكرار المشهد نتيجة التغاضي عن محاسبة الكبار، وإصرارهم على طمطمة أخطاء أضاعت ثلث العراق، وأهدرت دماء أبناءه وثرواتهم؟!

عجيب أمر ساسة، لا يجيدون إلاّ سباب الإعلام وتقاسم المصالح الشخصية، وكأننا شعب لا نفقه الحرية ولا نستحق أكثر من حقوق العبيد، وعصور متحجرة على النهب والسلب، والتمتع بمشاهد الدماء، ويشعرون نقص؛ تعوضه فلل خارج بلدهم، وجلسات سهر وسمر، وبروتوكولات شكلية؟!

لا نفهم واجبات نواب رئيس الجمهورية؟ّ! وماذا سنحصل من لقاء النجيفي بالسفيرة الصومالية، وتداول ملفات الإرهاب؟! وكيف يحررالموصل، بخطة من أشد الدول فقراَ وحروب قبلية؟! ولماذا ينوي المالكي زيارة السودان، التي عاشت عقود الحرب الأهلية، وإنقسمت وأهلها جياع؟! ومع مَنْ يتصالح علاوي في البحر الميت، ويترك ملف المصالحة الوطنية ميتاَ؟!

مشهد وأرث حكومة 42 وزارة نصفها بالوكالة، وإعادة الإنجاز العظيم الذي قام به نائب رئيس الجمهورية السابق، الذي بشرنا بعقد إتفاقية تبادل ثقافي مع جمهورية جزر القمر، التي تملك مكتبة وقناة تلفزيونية أرضية واحدة، وسكانها لا يتجاوز أحد أحياء المتجاوزين؟! ورئيسها أول الحاضرين لقمة بغداد وآخر المغادرين، ولم يرى أكرم من موائد المسؤولين، وسوف يحسدنا سكان القمر على هذه النعمة؟!

نَسي النجيفي صورته العملاقة، التي يقف بها خلف رباعية بلا عتاد، يُريد تمزيق مصفحات الدواعش، وتعهد للحكومة والأمريكان، بمسح الدواعش بحشد الموصل؟! والمالكي تعهد بضبط مناصريه، ودعوتهم للوقوف مع الحكومة، التي تجابه أشرس أزمة إرهابية وإقتصادية، وعلاوي تكفل بالمصالحة الوطنية، على أساس حصوله من تطمينات عربية، وصدّق الأمريكان الأطروحات الثلاث، للبدء بمرحلة جديدة في الشرق الأوسط.

لا نحتاج توضيحات كثيرة، وكل مواطن يشعر بالملل من تكرار المآسي، وإنحدار الساسة الى العشائرية، ويقمون الدنيا؛ إذا تحدثت الصحافة علانية بأسمائهم، ولا نحتاج شواهد للخيبة، ولم نرى مصفى بديل بيجي، وبقاء سجون بادوش، وقاعدة f16 في بلد، ومخازن السلاح والملعب الجديد في التاجي، وتدخل النواب في تنقلات الضباط، والمزايدة على الحشد الشعبي؛ لدرجة أن نائبة لا تعرف انها سلطة تشريعية، وتريد ان تكون ناطقة له وهو من السلطة التنفيذية؟!

نسأل لماذا أهتم النجيفي بالصومال، والمالكي بالسودان وعلاوي بالأردن، ويتناسون الموصل والأنبار وسبايكر، والمتآمر والخائن والعميل، وكيف نثق بالعشائر والمطلك يقول تسليم سلاح الانبار خيانة؟! وماذا نقول للعشائر التي تقاتل مع الحكومة، وصمدت 17 شهر، ويشعرون الآن بخيانة الإنسحاب، الذي وصفه وزير الداخلية بلا مبرر، حتى إعتقد بعضهم أن النزوح أفضل من بيعهم للدواعش؟!

فشلت الإستراتيجية الأمريكية لتحجم داعش لا قتله، ولم تنفع أسلحتها مع بعبع، يدفع للتهافت على السلاح الأمريكي والتطبيع الإسرائلي.

أصرت أمريكا على إستراتيحيتها، ومنعت كشف ملفات أسقطت العراق، وجعلت الخونة في هرم القيادة العسكرية، ويريدون إخضاع الحشد الشعبي للمزايدات، والمتجارة، ويعتبرون أشتراكهم بالحكم جمع للمنظومة الوطنية، ولم يقولوا لنا من سبب الخراب والخيانة؟! ومعظمهم دكتاتور بأسم الديموقراطية، والحماية الأمريكية؟! وننتظر مشاهد أكثر ضراوة؛ إذا لم يُحاسب الفخامات المقصرين، من سقوط الموصل الى بيع الرمادي.

 

واثق الجابري

في المثقف اليوم