أقلام حرة

القول الفصل حيث تحد السكاكين على الرقاب..!

watheq aljabiriهب أكثر من ثلاثة ملايين عراقي، بلا تدريب ولا خوذ ولا رواتب؛ بسلاح خفيف، قبل أن يأتون ويصرحون،عن مجمل أنجازات المدربون الأمريكان في العراق، وتدريب 7 آلاف مقاتل على إرتدء الخوذة، خلال 7 أشهر؟!

برر أوباما فشل إستراتيجيته؛ بأن العراقيون غير راغبين بالقتال، وقال وزير دفاعه أشتون كارتر، لا توجد إرادة للقتال، وقال العراقيون في أرض الواقع، نحن لها.

لم يحتاج العراقيون الى تحليل الأخبار، ولا البحث في الإستراتيجيات والتصريحات الدبلوماسية، أو قراءة النصائح الأمريكية، ولم ينصتوا إلا لصوت الوطن والمرجعية، ولم يجبروا على تطوع تدافعوا عليه، بل لم يكن التهديد مباشر، على بيوت معظم المتطوعين.

ودعتهم الأمهات بالهلاهل والدموع، الى عرس الشهادة والشرف، وأفتخرالآباء وتعالت صدورهم، وهم يرون شباب يتباهون بالملابس العسكرية، وشاركت شيبات مباركة، وتسابقت وسبق الشباب الى القتال والشهادة، حتى الأطفال تركوا الموديلات ولبسوا المرقط، في وطن ثائر؛ كالأسد الذي داهمت زباه سكاكين الغدر.

كل يوم لنا عرس وثكالى وأيتام، ونودع قافلة شهداء، وتُحد السكاكين على رقابنا؛ حين يجتمع البغاة والطغاة والمنحرفين، ونعتصر ألماً لعودة المقابر الجماعية، وآلاف العوائل النازحة تعود الى عيش البدائية، ونودع عيون الشهداء مفتوحة وهي تعاتب الوطن، ولا يعرف لغتها؛ سوى آباء وأمهات، كتموا في صدروهم تلك التأوهات؛ خوفاً على ما تبقى من الوطن.

تأخذنا الحسرات في بلاد العجائب، ونتحدث عن تجارب الشعوب بحرقة وخيبة أمل، وخيال لا نرى له في الأفق بارقة سياسية، فجميل أن يروي لنا المسؤولين؛ الذين عاش بعضهم خارج العراق، وآخرون أعطتهم المسؤولية، فرص السفر والحج والعمرة والتمتع؛ بمشاهدة العالم وناطحات السحاب، وجلسات القمار والليالي الحمراء، وساروا على خطوط المشاة، ولم يرموا عود ثقاب في عواصم الدول، بينما يزفرون مساوئ الأفعال في بلدهم.

كنا نآمل أن يفعلون ولا يقولون، ويبحثون عن الأكفأ النزيه، ويقدم الوزير إستقالته للشعب، قبل أن تتطلب منه كتله أو يفتضح في نهب المال العام، وتراقب الأحزاب مرشحيها، ونتذوق طعم الديموقراطية والشعور بالوطنية، ونقل تجارب شعوب يحجون، ويتركون العراقيين بلا أمن ولاخدمات.

معظم ساسة العراق لم يقدموا جزء بسيط من واجباتهم، ولا يملكون ثقافة الإعتراف بالذنب، وهم يتقاتلون على الموظف البسيط من حزبهم.

يحتاج معظم الساسة الى دورات تدريب في ساحات القتال، ويتعلمون الدورس العملية العظيمة؛ من شيوخ وشباب وأمهات؛ قالوا لأمريكا نحن أهلاً للعراق، ولا نحتاج خوذ القتال، وحب وطننا لا يحتاج تدريب وخبراء أجانب، ومنا النازفون لإرواء تراب الوطن، والنازحون من بطش الإرهاب، وعندنا ساسة يعزفون على وتر الطائفية والأزمات، ولن يدخل في سرب الوطن مستقبلاً، من نعق مع سرب الغرباء.

 

واثق الجابري

في المثقف اليوم