أقلام حرة

الى الشهيد مصطفى الصبيحاوي ...

oday albaldawiلا اظن ان غداً سينتظرني، أو سيمرّ بي لو انا انتظرته .. الموت وحده كفيل بانقاذ الابطال امثالك في بلاد الحزن المزمن .. لست وحدك من يموت غريباً في وطنه، بالامس دفع اخي حيدر ثمن عفته وعفويته .. رائحة استشهادكم لا تمر على انوف التافهين في عراق العراك المستمر .. لو لم تكن شيعياً ولو لم تكن من مدينة الابطال والشهداء، مدينة الصدر، ولو لم يكن حيدر من مدينة الصبر والصمود، مدينة بلد لوجدتم من يرثيكم من ساسة التحالف المتخالف ولاقاموا لكم مجالس عزاء رسمية حيث وسائل الاعلام تنقل للنائمين والراكدين في مجتمعنا روح التعايش والشراكة .. لم استغرب عندما رأيت بعض اهل الانبار يلوحون باياديهم فرحين بالدواعش وهم يطوفون بك في شوارع مدينة المساجد، لكني استغرب صمت وبرود قيادات شيعية كان يفترض ان عابس قد مرّ بهم، ووهب قد ترك اثراً في سجل ايامهم وهم في القيادة .. يبدو ان لا حكمة تسود عالم اليوم، ولا طريق امامنا الا طريق الشهادة او طريق الموت البطيئ .. امريكا تريد لنا ديمقراطية تصنعها هي، وساستنا الذين عاشوا في اوربا لم يتعلموا معنى الديمقراطية .. قريش الضلال لا تزال ترى في شنق (ياسر) وقتل (سمية) وقطع انف واذن (حمزة) وتمزيق احشائه طريقة ناجعة لمواجهة محمد .. ومنظمات حقوق الانسان ومنصات الاعتصام تتحدث عن تهميش قريش والاضرار بقوافل ابي سفيان، ولا احد يتحدث عن سبعة ملايين عراقي تحت خط الفقر اغلبهم من الشيعة .. والاحزاب الدينية لا تذكرهم الا عند اقتراب موعد الانتخابات .. البرلمان المنتخب الذي نسي ان يعطيك رواتبك ونسي ان يعطي حيدر حقوقه، نسي ان يعاقب اثيل النجيفي على سقوط الموصل كل هذا الوقت الطويل، واليوم فقط قرروا اقالته من منصبه .. عام يمر ولجنة التحقيق في مجزرة سبايكر لم تتوصل الى نتيجة .. لن يمروا بك يا مصطفى، لن يذكروك، وسيبقى اهلك يعانون شهوراً وربما اعواماً ليحصلوا على مستحقاتك، وكنت تدري بكل هذا عندما اخترت ان تذهب الى الانبار، ليس لغفلة فيك، حاشاك، لكنه عليّ عليه السلام الذي يتحرك فيك وفي كل الابطال الذين يحملون ارواحهم على اكفهم اليوم لمواجهة الشيطان الاكبر ..

في المثقف اليوم