أقلام حرة

مسرحية (حكومة الشراكة)

oday albaldawiكان (هُبل) على السنة قريش وهم يلفّون حبلاً حول عنق (ياسر) الرجل المسن الضعيف ليشنقوه، في بداية الدعوة الاسلامية المحمدية ..

وكان (الله) على السنة داعش وهم يلفّون حبلاً حول عنق (مصطفى العذاري) الجندي الأسير الكسير في الرمادي ليشنقوه، بعد مرور اكثر من الف عام على بداية الدعوة الاسلامية المحمدية ..

وحدها الاسماء والالفاظ تغيرت .. نفوس القوم ما تغيرت .. تفكيرهم ما تغيّر ..

تطورت ادوات القتال وتطورت معها ذرائع التكفير..

لم يعد في الحرب خيلٌ ولا سيفٌ ولا رمحٌ، والجنود الذين كانوا يختبئون وراء نخلة ليتربصوا بالعباس (قمر بني هاشم) ويقطعوا يمينه وشماله، وتنال رماحهم من (قربة) الماء، يختبئون اليوم وراء الكواليس، يعدّون العبوات والسيارات المفخخة ليقتلوا بها اتباع دين محمد، والماء الذي حالوا دون وصوله الى الاطفال والنساء العطاشى، يتحول اليوم الى مشروع يروي اراضي اسرائيل ..

ومشهد رأس الطفل الرضيع على الرمح، لم يترك في القوم لا (عَبرة) ولا (عِبرة)، بل قطعوا رأس شيعي موالٍ لمحمد وآله، والقوه الى صبيتهم يدحرجونه بين ارجلهم ..

(لقد عظمت شوكة محمد) هذا ما أرادت قريش ان تفهمه قبل الف عام .. وهذا ما اراد دواعش امريكا تصديره الى العالم بعد الف عام على رسالة الاسلام والسلام ..

(وحشي) الذي وجّه رمحه الى صدر الإسلام (حمزة) فقتله، هو اليوم مسلم من السعودية يقف على قبر سيد الشهداء ليمنع الزائرين من التقرب منه بنهرهم : لا تشرك يا حاج ..

و(عمر) الذي قصد ( النجاشي) ملك الحبشة ليفسد على اتباع محمد هجرتهم، هو اليوم مسؤول سياسي يقصد امريكا ليحذر (اوباما) من خطر الدين المحمدي العلوي، فيجتمع الكونغرس ليقرر تقسيم العراق وتسليح السنّة ..

صوت سيد الشهداء حمزة يصيح على السنة المتطوعين من ابطال الحشد الشعبي : (نقاتلهم يا رسول الله)، وصوت الخاتمية على لسان المرجعية يجيب: (حتى يأذن الله)، ثم جاءت فتوى الجهاد الكفائي، وقرعت طبول الحرب .. قوافل ابي سفيان تزود الدواعش بالسلاح والمؤونة عبر طائرات التحالف الدولي .. و(هند) تحثّ (بنات طارق) على جهاد النكاح .. احفاد البدريين يقفون امام ضريح عليّ عليه السلام في النجف الأشرف يستمدون من صولات (ذو الفقار) خلق الحرب وعزيمة الاصرار على النصر حتى تحررت (تكريت) التي شهدت مجزرة ( سبايكر) حيث سيق آلاف الشبّان العزّل الى الموت غدراً على ايدي ارهابيي داعش وعلى مرأى من قريش الضلال، هناك تمت المجزرة موثقة باعلام مصوّر يبعث الى العالم رسالة واضحة جريئة : هذا هو ديننا الجديد، فليسم العالم..

قريش الضلال مع حليفاتها تعلن (عاصفة الحزم) لملاحقة المسلمين في اليمن، و(الخمر) التي كان يشربها (عتبة) قبل الحرب، صارت (صلاة) يؤديها الطيار السعودي قبل ركوبه الطائرة الحربية المحملة بالقنابل لقصف اليمنيين حيث مات اكثر من الف طفل وامرأة ..

مشروع (دولة الخرافة) بدأ مرحلته العلنية بسقوط الموصل، ولتعطيل ذلك المشروع على الناس ان يقفوا وقفة جادّة، الى جانب وقفة الحشد الشعبي العظيمة، ويصرّوا على اقالة البرلماني الفاشل حتى يتحقق ذلك، وايقاف عرض مسرحية (حكومة الشراكة).

 

عدي عدنان البلداوي

في المثقف اليوم