أقلام حرة

انه زمن الخواء

akeel alabodاستنزفتنا داعش، كما استهلكتنا اخبار الفضائح والقتل والدم، وبصحبة ذلك كله، تراها فضائيات الزمن المكبل باوهام الخديعة والتضليل، تستفز مشاعرنا وكياناتنا، وتسرق عقولنا وأفكارنا، مخلفة بعدها محطات الخيبة والخذلان.

ففي كل صباح ومساء وليل، ترانا نتجول هكذا مذعنين بلا حول لنا اوقوة، مأخوذين بالدهشة والقلق والخوف، نستمع، اوننظر الى عدد ضحايا من أرادوا لبركان هذا النوع من الطاغوت ان يسود، ليحكم أرصدة الحياة وفقا لآليات الموت والتفخيخ.

لقد تم تسخير ما يطيب لي تسميته بمنجنيق الاعلام الموقوت دون استثناء لأي من قنوات التلفاز، اذ الكل بطريقة اوباخرى، يقصف حجارة الموت نحو مرمى الطرف الاخر، لتسقط فوق رؤوسنا جميعا قنابل الخراب دون رحمة.

حيث بمجرد خبر هنا وآخر هناك، او تعليق يرد على لسان كما ما يسمونه كذبا وتزييفا خبيرا سياسيا اومحللا ستراتيجيا، اذ الكثرة فيهم لم يدرس كورسا واحدا في علم السياسة، هذا ناهيك عن عدم إدراك غالبيتهم لألاعيب ما يحاك؛ كونهم أدوات يتم تجنيدها وإخضاعها خدمة لهولوكوست العصر الجديد، هذا الذي دون رحمة تراه يحفر في أوطاننا وأفئدتنا، ليستنفذ اخر ما تبقى في عروق جغرافيا امتدادنا القاري، وفقا لمربعات التوسع الأسيو-أفريقي.

لقد استغفلتنا داعش كما غيرها، اي أولئك الذين صنعوا وجودها، بل وبرروا ساحتها، وانشغل من يهمهم الامر، ممن تحكمهم الان سياسات الأوطان المنخورة، بأرصدة المصالح.

هنا وعلى حساب ما يجب ان نحتفظ به جميعا، كما على حساب وجودنا الإنساني وطقوس انتماءاتنا القديمة، استفحلت آلة الخراب والتخريب، لتكشر لنا عن نماذج تكاد السياسة بكل مكائدها وأقنعتها ان ترفضهم، اي هؤلاء الذين بحكم وجوداتهم اليوم، فقدنا أوطانا وبشرا وارثا، ذلك ثمنا لهذا الخواء الذي أطال كل شيء.

في المثقف اليوم