أقلام حرة

الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق في ذكرى تاسيسه الرابع والعشرين

jasim mohamaيصادف يوم غد الأربعاء ذكرى ولادة منقذ البشرية ورائد دولة الحق الامام المنتظر المهدي عج ليملأ الارض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا وفي مثل هذا اليوم من سنة ١٩٩١ أعلن اصحاب الامام ثورتهم ثورة انتفاضة ١٥ شعبان المباركة على الطاغية ، من هذين الحدثين استلهمت مجموعة من شباب التركمان في المهجر وتبنوا مشروعا تنظيميا اسلاميا سائرا على خط الامام الهمام عج ومن جنوده ، وفي نفس الوقت سائرا على نهج ثورة شعبنا في العراق بشكل عام ومناطقنا التركمانية بشكل خاص حيث ثار ابناء الطوز وتازة وكركوك بثورة عارمة ضد ازلام النظام وحرروا الاراضي فيها رغم قصر عمرها ، بهذه الأسس اسس الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق ... وكانت لهاتين الولادتين الدور البارز في تأسيس الاتحاد وتقوية بنيته التنظيمية حيث تمكّنت قيادة الاتحاد وكوادرها المتقدمة يومذاك وبفترة قياسية وجيزة ان تجتاز مرحلة خطيرة في تاريخ العراق المعاصر وليؤسس الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق ، كان عقل هذا التحرك الاسلامي التركماني وقلبه النابض هو فكر الشهيد محمد باقر الصدر(رض) ومدرسته المباركة ، اذ نفتخر ونتباهى بانتماءنا لهذه المدرسة المباركة وسنبقى متمسكين باهدافه ومتبنين افكاره وفق صيغ خاصة تخص تشكيلتنا الحركية وخصوصيتها القومية في العمل الاسلامي في الوسط التركماني ، ان الخطوط العريضة لتأسيس الاتحاد الاسلامي لتركمان العرق يعود الى تلاقح مجموعة رؤى وتصورات وافكار في الوسط الاسلامي التركماني وشخصوا ضرورة النهوض بعمل اسلامي تركماني منظم له خصوصية وعنوان محدد واضح يساهم من خلاله التركمان من موقعهم المتميز والمعترف به في الجهاد والعمل من اجل انجاز المهمات الاسلامية والوطنية العراقية والتي تحقق الاهداف التركمانية وتضمن حقوقهم المشروعة .

ان الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق يملك خطاً فكرياً واعيا وقيادة سياسية نشطة مستقرة في قلب الاحداث ويتحرك وفق مشروعه السياسي الكبير. . . لذا تحركه وخطواته طوال السنوات الأربعة والعشرون الماضية كانت مدروسة ومبرمجة وكانت النتائج ايضا مدروسة ومبرمجة ولا يزال ، ان الاتحادالاسلامي لتركمان العراق حركة تركمانية اسلامية جاءت لانقاذ شعبنا التركماني من التهميش والاقصاء ، وقد دافع الاتحاد عن التركمان في العقود الثلاثة الاخيرة خير دفاع واظهر مظلوميتهم للملأ وحقق الكثير من طموحاتهم وتطلعاتهم بعد ماكان مفهوم التركمان يكتنفه الغموض وقلة المعلومات حتى الكثير من ابناء هذا البلد ماكان يفرق بين الكرد والتركمان ... والان ولله الحمد للتركمان دور سياسي بارز وسمعة قومية ممتازة وشعبية في أوساط الكتل السياسية يقدرها الجميع وما نراه اليوم من عمل سياسي تركماني في الوسط السياسي الا جزء من جهاد ونضال وسعي الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق ، وهو مستمر اليوم بعمله وجهاده وفق اسس علمية وعصرية للنهوض بهذا الشعب وخدمته وذلك عبر المشاركة السياسية الفاعلة وتطعيم المؤسسات الحكومية بأكبر عدد من تكنوقراط التركمان في مناصب خاصة ضمن تشكيلة الحكومة العراقية لتحقيق مهمته الأساسية في بناء هذا الوطن وإعطاء التركمان فرصة سانحة لممارسة العمل السياسي بشكل فاعل في إطار الدولة العراقية وحكومتها الوطنية.

فالاتحاد الاسلامي لتركمان العراق منذ اليوم الاول لانبثاقه حرص على صياغة منهج حركي متماسك وبلورت خطا فكريا وسياسيا واضحا يستوعب كل خصوصيات الساحة التركمانية. وينفتح من خلاله على الوسط التركماني بكل تجلياته وعناوينه، ليوظف ما فيه من مصادر القوة والعطاء والرفد ضمن مسيرته المتصاعدة. كل ذلك جاء من خلال رؤية اسلامية ناصعة زاوجت بين خصوصية الوسط التركماني وعمومية الخطاب الاسلامي في اطار مشروع الاتحاد الهادف الى تعبئة الطاقات التركمانية في سياق عمل جماهيري منظم ينسجم مع تطلعات وتضحيات التركمان.

وهكذا كانت انطلاقة الاتحاد من وسط الجمهور التركماني الواسع المنتشر في اكثر من مكان في العالم، وليس من خلال هياكل ومقاسات صممت لتتناسب مع مجموعة منتقاة تنطلق في الوسط التركماني على شكل قوى وتجمعات تساهم في تغليب حالة على اخرى او تنتصر لجهة سياسية على أخرى منافسة لها .

 

جاسم محمد جعفر البياتي

في المثقف اليوم