أقلام حرة

الاعراف العشائرية وراء كل مصائب العراقيين

MM80المعروف ان العراقيين اهل حضارة وعلم وذات نزعة انسانية التي هي منافية ومضادة للنزعة العشائرية واعرافها المتوحشة وشيوخها الجهلاء المتخلفين الذين يصفقون لكل من يقدم لهم المال لا يملكون قيم ولا مبادئ انسانية حضارية

لهذا نرى الطغاة المستبدين اذا ما رغبوا حكم العراق وفرض العبودية على العراقيين اول عمل يقومون به تشجيع وفرض القيم والاعراف العشائرية ومن ثم التخلف والخوف والفساد

واول من شجع العشائرية وقيمها المتخلفة واعرافها المتوحشة هو الطاغية المجرم معاوية بن ابي سفيان فهذا المجرم كان يطلق على اهل العراق باهل الشقاق والنفاق وكان يعيب على العراقيين جرأتهم على السلطان حيث كان يقول لكل عراقي يلتقي به علمكم ابن ابي طالب الجرأة على السلطان

فالامام علي علم العراقيين الجرأة على السلطان في حين نرى معاوية العشائري علم العراقيين القيم والاعراف العشائرية لان القيم والاعراف وشيوخ العشائر تعلم الانسان الجبن والضعف والاستسلام للطغاة البغاة وحتى بيع الكرامة والشرف واعداء للعلم والعمل بعضهم يغزو بعض وبعضهم يسبي نساء بعض

كلنا شاهدنا شيوخ العشائر في حضرة صدام وهم يهزون بطونهم امام صدام كما تهز العاهرات بطونها لقاء مبلغ من المال وكان صدام يهينهم ويحتقرهم وهم يصفقون ويمجدون الطاغية

فعندما فكر الطاغية معاوية بالغاء الاسلام وقيمه الانسانية واعادة العبودية وفرض حكمه اول عمل قام به انه شجع وفرض القيم العشائرية واعرافها التي قرر الاسلام محاربتها والقضاء عليها باعتبارها السد المنيع الذي يحول دون نشر الاسلام وفهمه الفهم الصحيح وتطبيق تعاليمه

كما ان معاوية اعتبر نشر القيم والاعراف العشائرية وسيلة مهمة واساسية يستخدمها في ذبح كل من يؤمن ويتمسك ويلتزم بقيم الاسلام الانسانية فانه قتل سعد بن عبادة ونفى اباذر وذبح عمار وابعد الانصار وقتل علي ابن ابي طالب وقتلوا ابناء المدينة المنورة واغتصبوا نسائها ومن ثم ذبحوا الحسين وابنائه وانصاره وقطعوا رؤوسهم وعلقوها على الرماح وسبوا بنات الرسول

قيل بعد ما ذبحوا الحسين وكل اصحابه وانصاره وابنائه ولم يبق الا النساء فبدات كل عشيرة تستلم المرأة التي تعود اليها فلم يبق الا بنات الرسول في الاسر فلم نسمع ونشاهد شخص او شيخ من هؤلاء الشيوخ الحقراء تنخا للقيم الانسانية للاخلاق للدين لمحمد واهل بيته وقال هذه بنات الرسالة بنات الرسول محمد في الاسر كيف انقذ امرأة من ابناء العشيرة واتخلى عن بنات الرسول هكذا هي طبيعة العبيد ولو كانوا احرار لانقذوا بنات الرسالة من الاسر اولا

لهذا كان مطلب الامام الحسين لابناء العشائر ان يكونوا احرار كيف يكونوا احرار وهم مقيدين بقيود العبودية والذل بقيم العشائرية وشيوخها

كنا نعتقد ان العراق بعد التحرير التغيير التجديد في 2003 سنلغي قيود العبودية والعشائرية وقيمها وسنجعل من العراق بلد ديمقراطي تعددي بلد المواطنة بلد الدستور والقانون والمؤسسات الدستورية والقانونية خاصة ان الكثير بل كل المسئولين الجدد عاشوا في الخارج واطلعوا على حكم القانون والمؤسسات القانونية والدستورية لهذا رفضوا حكم صدام وتحدوا حكمه ودعوا الى قبره وانقاذ الشعب والوطن منه

المؤسف ان هؤلاء كانوا اكثر تمسكا بالقيم العشائرية واعرافها الفاسدة وشيوخها المتخلفين فاذا صدام وظف الاعراف العشائرية وشيوخها لصالح حكمه وجعلهم مجرد عبيد ومهرجين له حتى جعلهم مجرد عاهرات يهزون بطونهم في حضرته بل بلغت الخسة بهم اخذ بعضهم يتنافس مع بعض في هز البطن امام صدام مقابل ان يقول له عفية او يتكرم له ببعض المال

اما هؤلاء اي المسئولين الجدد الذين حكموا بعد صدام فانهم جعلوا الحكومة والسلطة وحتى انفسهم وكل شي في خدمة شيوخ العشائر واعرافها وهكذا انتهت الدولة والقانون ولم يبق شي اسمه العراق الدولة الحكومة الدستور القانون ولا اجهزة امنية

هل تصدقون ان بعض القضاة ترك المحكمة القضائية وشيد له مضيف وبدأ في حل المنازعات وفق الاعراف العشائرية وبحضور بعض شيوخ العشائر واصبح لكل عشيرة علم وعرف خاص وجيش خاص وبين ساعة وساعة تحدث حربا شعواء لاتفه الاسباب واكثرها سخافة وسفاهة يذهب ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى

فبعد ان كانوا هؤلاء الشيوخ خدم وعبيد لصدام وجوقة تصفيق وتهليل وتمجيد له وجواسيس وعملاء لمخابرات صدام اصبحوا الان هم القوة الوحيدة التي تتحدى القوى الامنية والقانون والدولة بيدهم المال والسلاح ولكل شيخ علم وسلطة وجيش

 

فعادت الجاهلية جاهلية ال سفيان وال مروان وعاد الفصل والفصلية واحتقار المرأة والجواري وملك اليمين

فسيادة الاعراف العشائرية يعني سيادة الجهل والتخلف والعبودية

فسيادة الاعراف العشائرية يعني الغاء الاسلام وكل القيم الانسانية

لهذا اصبحت عملية بيع النساء في العراق واعتبارها سلعة تباع وتشترى وعادت اسواق النخاسة

الغريب في البرلمان اكثر من 84 امرأة لم نسمع لهن اي صوت وكأن الامر لا يهمهن والاغرب في البرلمان لجنة اسمها لجنة العشائر النيابية مهمتها ترسيخ ودعم الاعراف العشائرية

المفروض ان تكون مهمة هذه اللجنة القضاء على الاعراف والقيم العشائرية والغائها ودفنها كما تدفن اي نتنة قذرة لا ادري كيف تتوافق القيم العشائرية ومهمة البرلمان احدهما ضد الاخر

 

مهدي المولى

في المثقف اليوم