أقلام حرة

مؤتمر باريس هل فعلا انه ضد الارهاب؟

MM80لا نريد الحكم على هذا المؤتمر والذين حضروا هذا المؤتمر بدون ان ندرس الواقع وما نتج من حقائق واضحة وملموسة على الارض لهذا دعونا نطرح النتائج التي نتجت من هذا المؤتمر

قبل عام اجتمعت دول التحالف الدولي تحت اسم مكافحة الارهاب في بروكسل وكان المؤتمر الاول حيث قدم هذا المؤتمر خمس توصيات وهي

1 زيادة المجهود العسكري ضد المجموعات الارهابية 2 وقف تدفق الارهابين الوهابين

3 قطع قنوات الدعم والتمويل 4 مشكلة المساعدات الانسانية 5 نزع الشرعية عن داعش

وبعد سنة من المؤتمر الاول يعقد المؤتمر الثاني للتحالف الدولي في باريس كان المفروض ان يناقش في هذا المؤتمر التوصيات التي وصى بها مؤتمر بروكسل وما هي الاجراءات التي اتخذت بهذا الشأن وهل الدول المشاركة جميعها كانت صادقة ومخلصة ام مجرد ذر الرماد في العيون

هل طبقت ونفذت التوصيات الخمس كم نسبة التطبيق والتنفيذ لماذا لم تنفذ ما هي المعوقات والعراقيل فاي نظرة موضوعية للواقع تقول لم تطبق اي توصية من هذه التوصيات بل كل ما قالته هذه الدول وما فعلته كان يصب في صالح الارهاب والارهابين فأزدادت قوة الارهابين واتسع ارهابهم وشمل دول عديدة سوريا العراق لبنان ليبيا اليمن مصر ودول اخرى

هل نكون متجنين على الحكومات التي حضرت مؤتمري بروكسل وباريس اذا قلنا انهم مع الارهاب والارهابين وليس ضد الارهاب والارهابين

دعونا نناقش التوصيات التي اتخذها مؤتمر بروكسل قبل عام وطلب من التحالف الدولي لمحاربة الارهاب العمل على تنفيذها وتحقيقها وعند النظر للواقع نرى ما تحقق على الواقع خلاف تلك التوصيات تماما

فالمجهود الحربي الذي يقدم الى الشعوب المبتلية بالارهاب والارهابين لم يقدم لها بل قدم الى الارهابين في سوريا والعراق مثلا قدم الى جبهة النصرة من قبل ال سعود ال ثاني حكومة اردوغان بحجة دعم المعارضة السورية والى ثوار العشائر المجالس العسكرية في العراق بحجة دعم السنة طبعا كل ذلك يتم بمباركة امريكية

وقف تدفق الارهابين وكأن الوصية تقول زيادة في تدفق الارهابين وفعلا ازداد عدد تدفق الارهابين بشكل مذهل وغير متوقع وبشكل علني وبتحدي على شكل مجموعات كبيرة وامام انظار قوات التحالف الدولي

قطع قنوات الدعم والتمويل نرى ازدادت واتسعت هذه القنوات التي تدعم وتمول المجموعات الارهابية الوهابية من قبل العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها ال سعود وال ثاني وال نهيان وبشكل علني بالمال والسلاح والاعلام

معالجة مشكلة المساعدات الانسانية لم نر اي اجراء اتخذ بهذا الشأن حتى من باب ذر الرماد في العيون

نزع الشرعية عن داعش لو دققنا في الامر لاتضح لنا ان شرعية داعش اتسعت وكبرت وزاد عددها وزادت قوتها واتسع نفوذها وقدرتها

اما مؤتمر باريس فاتى بأشياء جديد وطرح مواضيع جديدة وكأنها تعترف بالارهابين وتدعوا الى المصالحة معهم بل تؤكد على مساعدتهم وتسليحهم

فانهم يتهمون الحكومة العراقية بالطائفية وعدم السماح للمكونات الاخرى بالمشاركة في الحكم فهذا ممثل الحكومة الفرنسية في المؤتمر يقول مخاطبا رئيس وزراء الحكومة العراقية ان المعركة مع الارهاب ستكون طويلة وعلى العبادي ان يقدم تعهدا بانه سيقوم بالمصالحة مع جميع المكونات العراقية لا ادري ما هي العلاقة بين المكونات العراقية وخاصة السنة والكرد والارهاب والارهابين ليته يوضح الامور للعراقيين هل الارهاب مصدره السنة والكرد لانهما لم يشاركا في الحكومة ليته يوضح لنا ذلك

لا شك انه يقصد بالمكونات الكلاب الوهابية والزمر الصدامية ليت السيد العبادي ان يرد على وزير خارجية فرنسا ويقول له ما هي المكونات التي لم تشارك في الحكومة العراقية

المؤسف لا توجد في العراق حكومة واحدة فهناك مجموعة من الحكومات وحكومة العبادي هي اضعف هذه الحكومات فهناك حكومة البرزاني وحكومة النجيفي وحكومات العشائر المختلفة

ومن الامور التي طرحت في مؤتمر باريس والملفت للنظر ان الشي الوحيد الذي يمكن ان يحدث تغييرا في القضاء على التطرف هو مد المعارضة وبعضهم قال الثوار بالسلاح من هؤلاء المعارضة او الثوار جبهة النصرة القاعدة في سوريا وكلاب البعث الصدامي وثيران العشائر الدواعش في العراق

ودعوا الى الغاء الجيش السوري والجيش العراقي وتشكيل نواة جيش وطني يلعب دورا اساسيا في محاربة الارهاب والارهابين

وهكذا نرى مهمة هذه المؤتمرات والتحالف الدولي هي تحقيق اهداف ومخططات العوائل الفاسدة ال سعود ال نهيان ال ثاني وحماية عروشهم وفسادهم والقضاء على اي حركة انسانية حضارية في المنطقة لهذا ترى نشر الارهاب في المنطقة العربية الوسيلة الوحيدة لحماية امن اسرائيل وحماية عروش وحصون البقر الحلوب في منطقة الخليج والجزيرة

 

مهدي المولى

في المثقف اليوم