أقلام حرة

حين يكون للرجل قداسة

moamar habarملاحظات فكرية إسترعت إنتباه المتتبع، وهو يتابع ماجرى ويجري في بيت الحلف الأطلسي الرياضي الفيفا، لعلّ أبرزها..

التحقيق الذي فتح من طرف الغرب، حول الجميع بما فيهم الغربيين والشرقيين والعرب والأفارقة.

والسؤال الملفت للنظر، ليس لماذا فتح التحقيق، فهذا شأن الغرب مع القضايا الداخلية والخارجية. والسؤال الذي يجب طرحه، هو لماذا العرب والمسلمين لايفتحون تحقيقا في ذات الشأن، وهم الذين شاهدوا النيران تقترب من الدار، ورائحتها تشم من بعيد جدا؟.

إن الغربي وبالذات الأمريكي، حين يفتح تحقيقا حول الأرجل بسبب فساد دولة بعينها أو هيئة أو شخص بعينه، وخير أمة أخرجت للناس، تخفي الحقائق عن الأعين والأسماع، فهذا يعني أن الأرجل أكثر أهمية وقداسة من المقدس الذي يملكه العربي المسلم، لأن الأمريكي يبعد الفساد عن الأرجل، بينما العربي المسلم يغطي الفساد ويمنع من يكشفه ويهدد من يسعى لكشف اللثام بكل الطرق والوسائل، منها التصفية الجسدية.

إذن الفساد ظاهرة عالمية كانت وستظل، ولا يوجد مجتمع ينفي عن نفسه ظاهرة الفساد، وإن كانت بدرجات مختلفة.

وعظمة المجتمع في محاربته للفساد والسهر على ذلك بكل مايملك ويستطيع، والأمم تتفاوت في الطريقة والوسيلة. وكلما حاكمت الفاسد، ولم يثنها في سبيل محاربة الفساد سيد وقوي وغني، كلما كانت خير الأمم، يجب أن تتخذ قدوة ومثالا للأمم والأجيال.

إن الفساد المستشري في جسم الأمة، ومحاربتها لفتح تحقيق بشأنه، لايمنحها لقب خير أمة أخرجت للناس، ناهيك عن كون الفساد صناعة يسرع إليها الصغير والكبير، ويتقنها الرجل والمرأة، ويتمناها الغني والفقير، ويرجوها العالم والأمي.

يقول لي أحد القدماء العاملين في إدارة جزائرية، محاربة الفساد ليس كلاما يردد على المسامع، لكن محاربة الفساد تظهر، حين يعرض عليك مفتاح مرسيدس، ومفتاح بيت ضخم، ويوضع على مكتبك ملايين الأورو والدولار، مقابل أن إمضاء وثائق مزوة تتعلق بالسيارة، أو قطعة أرض، أو عقار، أو شهادة زور.

وعليه، فالفاسد هو الذي يمنع إجراء التحقيق باسم المقدس الذي تربى عليه ونشأ عبره، ليتخذه مطية للفساد والإفساد. فمحاربة الفساد تبدأ من الأرجل، ولو كانت للإبن والجار والحبيب.

معمر حبار

 

في المثقف اليوم